logo
صحة

هل يمكن أن يكون التحفيز الذاتي مفيدا للمصابين بالتوحد؟

هل يمكن أن يكون التحفيز الذاتي مفيدا للمصابين بالتوحد؟
طفل مصاب التوحدالمصدر: Getty image
03 أبريل 2025، 8:29 ص

يصادف الثاني من أبريل من كل عام اليوم العالمي للتوحد، وهو اليوم الذي يُسلط الضوء على أهمية فهم احتياجات الأفراد المصابين بالتوحد وتوفير الدعم اللازم لهم. 

ويعتبر التحفيز الذاتي من أبرز الاستراتيجيات التي يستخدمها المصابون بالتوحد للتعامل مع التحديات اليومية، وتساعدهم في تنظيم مشاعرهم والتكيف مع البيئات المحيطية المعقدة.

ورغم أن البعض ينظر للتحفيز الذاتي بشكل سلبي، إلا أنه في الحقيقة يعد وسيلة مهمة لحماية الذات وتخفيف التوترات النفسية.

وبحسب موقع "ساينس آلرت" يعتبر التحفيز الذاتي شكلا من أشكال التهدئة الذاتية التي تُرى عادةً لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، ويمكن أن يتضمن، حركات أو أصواتا أو أفعالا متكررة، ويُنظر إليه عادةً في الأدبيات الطبية على أنه جزء من "السلوك الجامد والمتكرر".

ويميل هذا النوع من التأطير إلى تصوير التحفيز الذاتي بشكل سلبي؛ ما يدفع المختصين في مجال الصحة والمعلمين، وحتى أولياء الأمور، إلى محاولة إيقافه. 

أخبار ذات علاقة

طفل مصاب بالتوحد

ما علاقة صحة الحامل وإصابة الطفل بالتوحد؟

إلا أن التحفيز الذاتي يُعدّ استراتيجية حيوية لحماية الذات لدى المصابين بالتوحد، وقد يؤدي قمعه إلى عواقب وخيمة.

مع أن التحفيز الحركي ليس حكرا على التوحد، إلا أن المصابين بالتوحد يميلون إلى التحفيز الحركي بوتيرة أكبر، وأحيانا بطرق أكثر وضوحا. 

وغالبا ما يتضمن حركات جسدية مثل رفرفة اليدين، والتأرجح، والدوران، والمشي على أطراف الأصابع.

يستخدم العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد أيضا أشياء مختلفة بطرق متكررة، مثل اصطفافها في أنماط أو إبقاء أيديهم مشغولة بالأشياء اليومية أو الألعاب التحفيزية.

لكن التحفيز الحسي يتجاوز الحركة؛ إذ يمكن أن يشمل أياً من الحواس. ويلجأ بعض الناس إلى التحفيز الحسي من خلال الصوت، بتكرار الكلمات أو العبارات؛ لأنها تُشعرهم بالرضا عند قولها أو سماعها.

ويلجأ آخرون إلى "التخطيط المسبق"، كالحديث وفق نمط محدد، أو إعادة مشاهدة أفلامهم المفضلة لراحة البال. كما أن المحفزات الفموية، كمضغ الأقلام أو الملابس شائعة أيضا.

وعندما ننظر إلى الأمر بهذا المعنى الأوسع، نجد أن العديد من الأشخاص - سواء كانوا مصابين بالتوحد أم لا - لديهم على الأقل شكل واحد من أشكال التحفيز.

وغالبا ما يُشجَّع الأطفال المصابون بالتوحد على التوقف عن استخدام أيديهم، مع اقتراح بدائل مثل إبقاء أيديهم في جيوبهم. مع ذلك، لا تُقدِّم هذه البدائل المدخلات الحسية نفسها، وقد تُصعِّب عليهم ضبط أنفسهم.

يُبلغ العديد من البالغين المصابين بالتوحد عن فقدانهم لمحفزاتهم الطبيعية مع مرور الوقت، إما بسبب القمع الواعي أو لأنهم تعوّدوا على التوقف في طفولتهم.

ولا يزال البعض يمتنع عن استخدام التحفيز التلقائي خوفا من ردود فعل سلبية من الآخرين، رغم فائدته لصحتهم. كما تشير أدلة إلى أن بعض المصابين بالتوحد لا يُشجعون على استخدام التحفيز التلقائي في مكان العمل.

أخبار ذات علاقة

طفل مصاب بالتوحد

بدقيقة واحدة.. لعبة فيديو تشخص "التوحد" لدى الأطفال

لم تُفهم الآليات الدقيقة وراء التحفيز الحسي بشكل كامل بعد. ولكن من المعترف به على نطاق واسع أنه يوفر مدخلات حسية مهدئة؛ ما يساعد المصابين بالتوحد على التعامل مع البيئات الصعبة.

إن قمع التحفيز أمر غير مريح وهو أحد جوانب "الإخفاء"، وهو الفعل الواعي أو اللاواعي لعدم القيام بالصفات التوحدية الطبيعية لتجنب العواقب الاجتماعية السلبية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC