توفر خلايا الخميرة رؤى قيّمة حول العمليات الخلوية الأساسية، ولا سيما كيفية تكيّف الخلايا مع الإجهاد مثل الحرمان من المغذيات.
ويدرس الباحثون في المختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية هذا الأمر باستخدام خميرة حية نظرًا لتشابهها مع الخلايا البشرية.
وخلال فترة التجويع، وُجد أن خلايا الخميرة تقوم بتغطية الميتوكوندريا الخاصة بها بريبوسومات خاملة، مما يوفر الطاقة عن طريق وقف إنتاج البروتين. ولا يزال السبب الدقيق لهذه الظاهرة غامضاً، حيث تتراوح الفرضيات بين حماية الميتوكوندريا وتحفيز الإشارات الداخلية.
ويتحدى ارتباط الريبوسومات الفريد من نوعه بالغشاء الخارجي للميتوكوندريا، عبر الوحدة الفرعية الصغيرة، تفاعلا غير اعتيادي. الأمر الذي يثير تساؤلات حول الآلية والغرض من وراء هذا التفاعل، مما يدفع إلى إجراء المزيد من التحقيقات.
علاوة على ذلك، تتوازى معاناة خلايا الخميرة المتضورة جوعًا مع معاناة الخلايا السرطانية التي تواجه نقصًا في المغذيات بسبب النمو السريع.
لذا يعد فهم تكيف الخلايا مع حالة التجويع، سواء كانت خلايا الخميرة أو الخلايا السرطانية، أمرًا بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات لاستهداف الخلايا السرطانية وربما القضاء عليها.
ومن خلال الكشف عن الآليات التي تسمح للخلايا السرطانية بالنجاة من الحرمان من المغذيات، يهدف الباحثون إلى تحديد نقاط الضعف التي يمكن استغلالها في علاجات أكثر فعالية للسرطان.
وتوفر أوجه التشابه بين خلايا الخميرة والخلايا السرطانية رؤى قيمة في التكيف الخلوي والطرق العلاجية المحتملة.