يعاني الكثيرون من ضغوط الحياة اليومية التي تتجاوز القدرة على التحمل، حيث تتراكم المهام، ويقل النوم، ويُقنع الإنسان نفسه بأنه بخير، بينما جسده يرسل إشارات واضحة على الإجهاد المستمر.
لا يظهر التوتر المزمن دائما بشكل مباشر، لكنه يتجلى في التعب المتواصل، الصداع، تقلبات المزاج، وآلام غير مفسرة، وفقًا لما يوضحه الخبراء.
يشرح الدكتور سرمد مزهر، طبيب ومنشئ محتوى مقيم في لندن، في منشور على "إنستغرام"، كيف يؤثر التوتر المزمن على الجسم ويكشف عن العلامات التي تدل على ضرورة الانتباه إليه.
وأشار الدكتور مزهر إلى أن التوتر لا يقتصر تأثيره على المزاج فقط، بل يمتد إلى أجهزة الجسم المختلفة.
ففي الجهاز القلبي الوعائي، يمكن لهرمونات التوتر طويلة الأمد مثل الكورتيزول والأدرينالين رفع ضغط الدم، زيادة معدل ضربات القلب، وتعزيز الالتهابات، وكلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأضاف أن الجهاز العصبي يبقى في حالة تأهب دائم، مما يصعّب الاسترخاء والنوم والتركيز، فيما تستجيب الأمعاء للتوتر بشكل واضح، مسببة أعراضا مثل الغثيان، آلام المعدة، الإسهال أو الإمساك، وقد تؤدي إلى اضطرابات مثل متلازمة القولون العصبي.
ولفت مزهر إلى أن التوتر المزمن قد يخل بتوازن الهرمونات في الجسم، مؤثرا على عملية الأيض، الشهية، وحتى الهرمونات التناسلية؛ ما يجعل التفاعل مع الضغط النفسي أكثر تعقيدا.
وأوضح أن الجسم يرسل إشارات واضحة عند تعرضه لإجهاد طويل المدى، تشمل التعب، الصداع، الانفعال، مشاكل الهضم، أو الشعور بالإرهاق والتوتر.
وشدد الدكتور مزهر على أهمية التعرف المبكر على هذه العلامات، مؤكدا أن الراحة، ووضع حدود، واعتماد استراتيجيات إدارة التوتر ليست رفاهية، بل أدوات ضرورية لحماية الجسم من آثار الإجهاد المزمن.