عندما تستلقي لتنام الليلة وتحلم بأشياء غريبة ورائعة، يعتقد العلماء أن دماغك يمر بدورة لطيفة، فيغسل بها ما يعادل يوما كاملا من المنتجات الثانوية السامة استعدادا ليوم جديد من التفكير في المستقبل. ولكن الآليات وراء نظام التطهير العصبي هذا لم يتم وصفها بالتفصيل بعد.
وطبق باحثون من جامعة كوبنهاغن، وفقا لموقع "ساينس أليرت"، مجموعة من التقنيات لرسم خريطة للارتفاع والانخفاض الدقيق في النواقل العصبية وحجم الدم والسائل النخاعي لدى الفئران في أثناء قيامها بنشاطاتها اليومية.
ولا تساعد النتائج على فهم أفضل لكيفية تجديد نشاط الدماغ في أثناء الليل فحسب، بل إنها تكشف أيضا عن جانب سلبي غير متوقع للأدوية المنومة الشائعة مثل أمبيان.
وبينت النتائج أن نظام "الصرف الصحي البيولوجي" الذي يشار إليه تقنيا باسم النظام الغليمفاوي، والذي يُطلق عليه بشكل ملون اسم "شبكة الصرف الصحي" في الدماغ، هو بمثابة حداثة تشريحية في كثير من النواحي.
وقد نجحت الأبحاث الجارية منذ ذلك الحين في رسم خريطة للشبكة الموجودة في أدمغة البشر، وكشفت عن أن الجهاز اللمفاوي يسحب السائل الشوكي إلى عمق داخل المخ لحمل المواد التي قد تسبب الضرر في تركيزات عالية. وترتبط بعض هذه النفايات بمرض الزهايمر.
وتساعد عملية "إزالة مياه الصرف الصحي" هذه أيضا على موازنة مستويات المياه في جميع أنحاء الدماغ، وتسهل تقديم العوامل المسببة للأمراض الخطيرة المحتملة إلى الجهاز المناعي.
تقول مايكين نيدرجارد، المؤلفة الرئيسة والمديرة المشاركة لمركز جامعة روتشستر للطب العصبي الانتقالي: "كان الدافع وراء هذا البحث هو فهم أفضل لما يحرك تدفق اللمف في أثناء النوم، والرؤى من هذه الدراسة لها آثار واسعة النطاق لفهم مكونات النوم التعويضي".