كييف تعلن استهداف ناقلة للنفط الروسي بمسيرات في البحر المتوسط

logo
صحة

اختراق في علم المناعة يفتح الباب لجيل جديد من العلاجات‎

تعبيريةالمصدر: شعار Getty Images

أوضح باحثون أن العلاج المناعي بالخلايا التائية، ورغم كونه أحد أكثر الأسلحة الطبية تقدماً في مواجهة السرطان، لا يزال محاطاً بغموض علمي يحدّ من فعاليته لدى شريحة واسعة من المرضى.

وفي خطوة قد تعيد رسم ملامح هذا العلاج، كشفت دراسة جديدة عن آلية جزيئية دقيقة تحكم عمل مستقبلات الخلايا التائية، ما يفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية لأنواع أوسع من السرطان.

أخبار ذات علاقة

العلاج بـ"الخلايا التائية" يظهر نتائج واعدة لسرطانات المعدة

وفي هذا الإطار كشف علماء في جامعة روكفلر عن تفاصيل محورية تتعلق بمستقبلات الخلايا التائية (TCR)، وهي مُركّب بروتيني مُدمج في غشاء الخلية، يؤدي دوراً محورياً في هذه العلاجات.

وباستخدام المجهر الإلكتروني فائق البرودة (cryo-EM)، درس باحثون من مختبر المجهر الإلكتروني الجزيئي هذه المستقبلات في بيئة كيميائية حيوية مُصممة لمحاكاة ظروفها الطبيعية بدقة، وتوصلوا إلى أن مستقبلات الخلايا التائية تتصرف كصندوق مُغلق، إذ تبقى مُنغلقة حتى تُصادف مُستضداً أو جسيماً مُريباً، وعندها تنفتح بسرعة، في سلوك يُناقض ما أشارت إلية دراسات سابقة.

ويركز مختبر والز على إنتاج صور تفصيلية للمركبات الجزيئية الكبيرة، ولا سيما البروتينات الموجودة في أغشية الخلايا والتي تساعدها على التواصل مع محيطها.

ويُعد مستقبل الخلايا التائية (TCR) أحد هذه المركبات، إذ يتكون من عدة بروتينات، تمكن الخلايا التائية من التعرف على المستضدات التي تعرضها معقدات مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA) على الخلايا الأخرى، وتعتمد العلاجات المناعية على هذه العملية لتحفيز الجهاز المناعي ضد السرطان.

وعلى الرغم من معرفة العلماء بأجزاء مستقبلات الخلايا التائية منذ سنوات طويلة، فإن الخطوات الأولى التي تقود إلى تنشيطها ظلت غامضة. 

أخبار ذات علاقة

كيف تتعرف الخلايا التائية المناعية على أعدائها؟

ويشتهر فريق والز بتطوير بيئات غشائية مخصصة تحاكي بدقة البيئة الطبيعية للبروتينات الغشائية، حيث يمكن التحكم في التركيب الكيميائي الحيوي وسماكة الغشاء والتوتر والانحناء والحجم.

وفي هذه الدراسة، سعى الباحثون إلى مراقبة مستقبلات الخلايا التائية في ظروف تحاكي إلى حد كبير تلك الموجودة داخل الخلية الحية، إذ وضع المستقبل داخل قرص نانوي، وهو جزء صغير من الغشاء مُعلق في محلول بواسطة بروتين داعم يحيط بحافته.

واعتمدت دراسات بنيوية سابقة لمستقبلات الخلايا التائية على المنظفات، التي غالباً ما تزيل الغشاء المحيط، وهي المرة الأولى التي يُعاد فيها تركيب المستقبل ضمن بيئة غشائية كاملة لإجراء تصوير تفصيلي.

وبعد دمج مستقبلات الخلايا التائية في الأقراص النانوية، استخدم الباحثون المجهر الإلكتروني فائق البرودة لتصويرها، حيث أظهرت النتائج أن المستقبل يبقى مغلقاً ومضغوطاً في حالة السكون، ولكنه ينفتح تركيبه ويتمدد للخارج، في حركة تشبه الانتشار الواسع.

ويرى الباحثون أن عاملين أسهما في هذا الاكتشاف، أولهما إعادة تكوين بيئة الغشاء داخل الجسم الحي بدقة باستخدام مزيج الدهون المناسب، وثانيهما إعادة إدخال المستقبل إلى الغشاء عبر أقراص نانوية قبل التصوير، وخلصوا إلى أن الغشاء السليم يحافظ على المستقبل في وضع مغلق حتى لحظة تنشيطه، في حين ربما أزال المنظف هذا القيد، مما سمح للمستقبل بالانفتاح قبل الأوان.

ويعتقد الفريق أن هذه النتائج قد تمهد لتحسين العلاجات المعتمدة على مستقبلات الخلايا التائية ويعد تطوير الجيل القادم من العلاجات المناعية أولوية قصوى من حيث الاحتياجات السريرية غير المُلباة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC