أصبح سرطان البروستاتا السبب الأكثر شيوعا لتشخيص السرطان بين الرجال في المملكة المتحدة، ومع تطور أساليب علاجه برزت تحديات صحية مرافقة، في مقدمتها اضطرابات النوم التي تؤثر بشكل مباشر في جودة حياة المرضى وقدرتهم على تحمّل العلاج.
ويُعدّ علاج الحرمان من الأندروجين، المعروف بالعلاج الهرموني، من أكثر الأساليب استخداما لإبطاء نمو الورم عبر خفض مستويات هرمون التستوستيرون.
ورغم فعاليته، تشير الأبحاث إلى ارتباطه بآثار جانبية مزعجة، أبرزها الأرق، والتعرق الليلي، والهبات الساخنة، والتعب، وتقلبات المزاج، وهي عوامل تؤدي إلى نوم متقطع وضعيف النوعية.
ويعاني مرضى سرطان البروستاتا من مجموعة من مشكلات النوم، تشمل صعوبة الدخول في النوم، والاستيقاظ المتكرر ليلًا، وانخفاض إجمالي ساعات النوم، إضافة إلى أعراض بولية مزعجة وقلق مرتبط بالمرض.
وتزداد هذه المشكلات حدة مع التقدم في العمر؛ إذ يُشخَّص المرض غالبا لدى كبار السن الذين يعانون أصلًا من تغيرات طبيعية في أنماط النوم.
وتحذر الدراسات من أن قلة النوم لا تؤثر فقط في الراحة النفسية، بل قد تؤخر التعافي الجسدي وتزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري واضطرابات الصحة النفسية، وهي مخاطر شائعة أصلًا لدى هذه الفئة من المرضى.
ورغم شيوع المشكلة، لا يزال النوم جانبا مهمشا في أبحاث سرطان البروستاتا؛ إذ تعتمد معظم الدراسات على استبيانات ذاتية، مع ندرة استخدام وسائل قياس موضوعية.
ويؤكد خبراء ضرورة إدراج تقييم النوم ضمن خطط العلاج، وتوفير تدخلات داعمة، مثل التوعية الصحية والعلاج السلوكي، لتحسين جودة الحياة وتعزيز نتائج العلاج لدى المرضى.