تحظى ثمار التوت، رغم صغر حجمها، بمكانة كبيرة في عالم التغذية؛ لما تحتويه من عناصر غذائية فعّالة تعزز الصحة وتقوّي المناعة.
لكن، كما يؤكد اختصاصي الأحياء فيتالي نابولوف، الأستاذ المشارك في قسم الأحياء العامة والبيئة الحيوية بجامعة التعليم الروسية، فإن لهذه الثمرة الطبيعية وجهاً آخر لا يقل أهمية ويجب الحذر منه.
ويقول نابولوف إن التوت يتمتع بتركيبة غذائية غنية تشمل فيتامينات B، K، A، إلى جانب عناصر دقيقة مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، إضافةً إلى مضادات الأكسدة. ويُعدّ التوت مصدراً مهماً لهذه المركبات التي تلعب دوراً محورياً في تقوية المناعة وتحسين وظائف الجسم الحيوية.
لكن على الرغم من هذه المنافع، يحذر العالم من الاستهلاك غير الواعي لهذه الفاكهة؛ إذ يشير إلى أن تناول التوت على معدةٍ فارغة قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية خطيرة، تشمل الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، وذلك نتيجة احتوائه على مركبات نشطة قد تهيّج المعدة في غياب طعام آخر.
ويضيف نابولوف أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية يجب أن يكونوا أكثر حذراً؛ لأن التوت يحتوي على مادة الليكوبين وبعض المركبات الأخرى التي قد تُثير ردود فعل تحسسية، تصل في بعض الحالات إلى حالة خطيرة تُعرف باسم وذمة كوينكي، وهي تورم حاد قد يهدد الحياة.
وفيما يتعلق بالجرعة اليومية الآمنة، يوصي الاختصاصي بعدم تجاوز 200 غرام للبالغين و100 غرام للأطفال، مشدداً على أنه لا يجب تقديم التوت للأطفال دون سن الثانية، نظراً لاحتمال إصابتهم بردود فعل تحسسية مبكرة.
ويرى نابولوف أن اتباع هذه التعليمات البسيطة يمكن أن يجعل من التوت إضافة مفيدة وآمنة للنظام الغذائي، ولكن يُفضّل دائماً استشارة الطبيب، خاصةً في حالة الأطفال أو من يعانون من أمراض تحسسية.
