تجارب مستخدمين تكشف دور الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي

أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية بتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي كبديل مؤقت للعلاج النفسي بين الشباب في بريطانيا، في ظل الأوقات الصعبة التي يمر بها نظام الصحة الوطني بسبب قوائم الانتظار الطويلة.

وذكرت الصحيفة أن سارة، وهي شابة تعمل في مجال الإعلام، بدأت استخدام برنامج "تشات جي بي تي" قبل 18 شهرًا للأغراض الشخصية، بعد أن اعتادت استخدامه لصياغة رسائلها الإلكترونية في العمل.

تقول سارة إنها لجأت إلى الذكاء الاصطناعي في لحظات القلق والإرهاق، عندما تجد صعوبة في التعبير عن مشاعرها بالكلمات، مشيرة إلى أن أكثر ما جذبها هو "التحقق من المشاعر"، حيث كانت الردود التي يتلقاها البرنامج تشمل رسائل دعم مثل: "لا بأس أن تشعري بمشاعرك" أو "مشاعرك صالحة ومفهومة".

ولم تقتصر هذه الظاهرة على حالات فردية فقط، بل أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار.

ففي مارس الماضي، بلغ عدد المنشورات على منصة "تيك توك" التي تتحدث عن استخدام "تشات جي بي تي" كمعالج نفسي نحو 16.7 مليون منشور، مما يعكس تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي بين جيل الشباب الذي يبحث عن دعم عاطفي في ظل صعوبة الوصول إلى العلاج التقليدي.

تظهر بيانات هيئة الصحة الوطنية أن أكثر من 16,500 شخص ما زالوا على قوائم الانتظار للحصول على علاج نفسي منذ أكثر من 18 شهرًا، في حين أن 2,000 شخص فقط في انتظار علاج جسدي اختياري خلال المدة نفسها، حسبما أفادت مؤسسة "ريثينك مينتال إيلنس".

ورغم هذا الانتشار الواسع، يحذر الخبراء من الاعتماد طويل الأمد على الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي. بيلي دانليفي، المعالجة المعتمدة من الجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، قالت: "العلاج النفسي الحقيقي يعتمد على العلاقة الإنسانية"، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يعزز من نزعة التمركز حول الذات، لأن المستخدم هو من يوجه الأسئلة دون وجود طرف خارجي يعكس مشاعره أو يواجهه بزاوية مختلفة.

ورغم هذه التحذيرات، بدأت بعض شركات الصحة النفسية في استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل منصة "هيدسبيس" التي أطلقت ميزة جديدة لمساعدة المستخدمين على "التعبير عن مشاعرهم ومعالجتها".

وفي دراسة نُشرت في فبراير الماضي، أظهرت بعض النتائج أن بعض المشاركين لم يستطيعوا التمييز بين ردود "تشات جي بي تي" وردود معالجين نفسيين بشريين، بل فضل البعض ردود الذكاء الاصطناعي على تلك البشرية.