أمام جدل فوائد الجبن التجاري التي تخفيها أضراره، يقف كثيرون محتارين بين من يفضل تجنبه ومن يعجز عن الاستغناء عنه.
وتوضح اختصاصية التغذية أنا لوزون أن المشكلة ليست في الجبن نفسه، بل في عدم فهم مكوّناته، فتعلُّم قراءة الملصقات يساعد على الاستمتاع به دون شعور بالذنب.
تقول لوزون إن كثيرين يصلون إلى عيادتها وهم مقتنعون بأن الجبن "مليء بالدهون السيئة"، بينما الحقيقة أكثر توازناً. وتشدّد على أن الجبن قد يندرج في نظام صحي تماماً، شرط اختيار النوع المناسب ومراعاة الكمية.
وتضيف أن أول خطوة عند اختيار الجبن هي قلب العبوة وقراءة المكوّنات: "الجبن الجيد يجب أن يحتوي على اللبن، والمواد المخمّرة، والمنفحة، والملح". أما وجود نشاء أو زيوت نباتية أو ألوان مضافة فهو دليل على منتج مُصنّع يقلّد الجبن ولا ينتمي إليه.
وتنصح بمراجعة نوع الحليب، ونسبة الدهن، ودرجة التخمير، بالإضافة إلى بلد المنشأ، مؤكدةً أنّه "كلما كانت القائمة أوضح وأقصر، كان المنتج أفضل".
وتشرح أنّ الدهون في الجبن ليست بالضرورة ضارة، لأنها تأتي ضمن "مصفوفة غذائية" تختلف عن دهون اللحوم المصنعة أو الحلويات، مستشهدةً ببحوث في European" Journal of Nutrition" و"Advances in Nutrition" التي تشير إلى أنّ الاستهلاك المعتدل للجبن لا يزيد مخاطر أمراض القلب.
وتؤكد لوزون أن التوازن ضروري، فإذا كانت الحمية غنية بالدهون المشبعة، فمن الأفضل دعمها بمصادر الدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون، والمكسّرات، والبذور، والأسماك الدهنية.
وتنصح بالاستهلاك "الواعي"، فمثلاً جبن طازج أو نصف مُعتّق للاستهلاك اليومي، والأنواع الشديدة كالعتيق والمانشجو للمناسبات، مع مراعاة الكمية التي تُراوح بين 30–40 غراماً.
كما تشير إلى أنّ النساء في مراحل ما قبل أو بعد انقطاع الطمث يستفدن من الجبن كمصدر للكالسيوم والبروتين، شرط دمجه مع أطعمة غنية بالألياف.
وتختم لوزون بأنّ الهدف ليس إلغاء الدهون المشبعة، بل موازنتها. فالمهم هو الاستمتاع بالطعام بوعي، واختيار جبن حقيقي، وقراءة الملصقات، وتناول الطعام بلا خوف أو مبالغة.
