عندما نسمع بـ "الاضطراب العاطفي الموسمي"، نفكّر غالبًا في اكتئاب الشتاء، حيث قِصر النهار وقلة الضوء. لكن كما توضح المعالجة النفسية ناتالي مور، فإن بعض الأشخاص يشعرون بتدهور نفسي في المواسم المشمسة، وهي حالة تُعرف بـ"الاضطراب العاطفي الصيفي" أو Reverse SAD.
وتشرح الطبيبة النفسية د. سو فارما، مؤلّفة كتاب Practical Optimism، أنّ هذا النوع من الاكتئاب يظهر خلال الربيع والصيف. إذ تؤثر التغيّرات في الضوء على هرمونات المزاج مثل السيروتونين والميلاتونين. وتشمل العوامل الجسدية المُسبّبة لهذا الاضطراب اضطراب النوم بسبب شروق الشمس المبكّر، والحرارة المرتفعة والرطوبة.
وتضيف إيرين باش، اختصاصيّة علاج الزواج والأسرة، أن الضغوط النفسية تتزايد صيفًا، نتيجة التوقّعات الاجتماعية مثل حضور المناسبات، والسفر، والتفاعل المستمر. وتُحذّر من أن ذلك قد يؤدي إلى الشعور بالذنب والعزلة، خاصةً لمن يُفضّلون العزلة أو يجدون في الصيف إرهاقًا نفسيًّا.
وتشمل الأعراض الشائعة لهذا الاضطراب، الأرق، فقدان الشهية، التهيّج، تقلبات المزاج، الانسحاب الاجتماعي، وحتى مشاكل في التركيز.
وتنصح مابل ييو، اختصاصيّة العلاج الأسري ومديرة Women’s Therapy Institute، بإعادة تنظيم نمط الحياة، وذلك باستخدام الستائر المعتمة، وتقليل التعرّض للضوء، وممارسة التأمل أو اليوغا، وتحديد مواعيد العمل والنشاطات بما يتناسب مع راحة الفرد.
وتؤكّد باش أنّه لا بأس في أن تعيش الصيف بطريقتك الخاصة، سواء في غرفة مكيفة أو خلال أمسيات هادئة بعيدًا عن الزحام. المهم أن تعترف بتجربتك وتسعى للدعم، سواء من أحبّائك أو عبر اختصاصيين نفسيين.