كشفت مراجعة حديثة لنحو 30 دراسة أن طريقة استهلاك السكر قد تكون أكثر أهمية لصحتك من الكمية التي تتناولها. وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة Advances in Nutrition، وجود فرق كبير بين شرب السكر وتناوله من خلال الطعام فيما يتعلق بخطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة، الدكتورة كارين ديلا كورتي، من جامعة بريغهام يونغ، إن النتائج تُبرز أن "ليست كل أنواع السكر متساوية"، مشيرة إلى أن شكل السكر والسياق الغذائي المحيط به يلعبان دورًا أساسيًّا في تحديد الخطر.
وحللت الدراسة بيانات أكثر من 500 ألف شخص من قارات متعددة، ووجدت أن المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ارتبطت بزيادة واضحة في خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. فكل عبوة إضافية أي نحو 355 مل يوميًّا ترفع الخطر بنسبة 25%. وحتى عصير الفاكهة الطبيعي كان له تأثير، إذ أن كل 240 مل إضافية يوميًّا تزيد الخطر بنسبة 5%.
في المقابل، لم يكن لاستهلاك السكر من مصادر صلبة، مثل: الكعك والبسكويت، ارتباطًا بزيادة خطر السكري. بل وأظهرت بعض البيانات تأثيرًا وقائيًّا لاستهلاك كميات معتدلة من السكر الطبيعي أو سكر المائدة، مثل 20 غرامًا يوميًّا (ما يعادل تقريبًا ملعقتين كبيرتين).
السكر السائل "معاملة مختلفة"
ويرى الخبراء أن الجسم يتعامل مع السكر السائل بشكل مختلف. فالمشروبات السكرية تفتقر إلى الألياف أو البروتين أو الدهون التي تبطئ الهضم؛ ما يؤدي إلى دخول السكر للدم بسرعة ورفع مستويات الجلوكوز والإنسولين، وقد يسبب تراكم الدهون في الكبد، وهو ما يرتبط بمقاومة الإنسولين والإصابة بالسكري.
وتحتوي هذه المشروبات أيضًا على مضافات كيميائية، مثل: الأصباغ والنكهات الصناعية التي قد تضر بالتوازن الأيضي للجسم.
ولتقليل استهلاك هذه المشروبات، ينصح الخبراء بالتقليل التدريجي، مثل: خلط المشروبات الغازية بمياه الصودا، أو استبدالها بمياه فوارة مع عصير ليمون. وبما أن هذه المشروبات قد تسبب الإدمان، فإن الإقلاع عنها قد يتطلب تخطيطًا مشابهًا للإقلاع عن التدخين أو الكحول.
وتؤكد الدراسة في النهاية أهمية التركيز ليس فقط على كمية السكر، بل أيضًا على طريقة استهلاكه—خاصة تجنّب السكر السائل.