هل تتسبب مضادات الاكتئاب في زيادة وزنك؟

غيرت مضادات الاكتئاب حياة الملايين من الناس، حيث وفرت لهم الراحة من أعباء الاكتئاب وحسّنت من حالتهم الصحية بشكل عام.

ومع ذلك، ألقت دراسة إسبانية جديدة الضوء على أحد الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب، التي غالباً ما يتم تجاهلها، وهو زيادة الوزن .

وكشف باحثون تتبعوا الأفراد لعدة سنوات، أن أولئك الذين يتناولون مضادات الاكتئاب شهدوا في المتوسط ​​زيادة بنسبة 2% في وزن الجسم. 

وتثير النتائج، التي نشرت في مجلة Frontiers in Psychiatry ، أسئلة مهمة حول كيفية تأثير مضادات الاكتئاب على الصحة البدنية على المدى الطويل.

علاقة معقدة 

الاكتئاب هو أحد أكثر الأمراض العقلية شيوعا، حيث يؤثر على مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، وبالنسبة للعديد منهم، تعد مضادات الاكتئاب جزءا حيويا من العلاج، وغالبا ما يتم دمجها مع العلاج لإدارة الأعراض بشكل فعال. 

ومع ذلك، في حين أن هذه الأدوية يمكن أن توفر الراحة التي تشتد الحاجة إليها، إلا أنها تأتي أيضا مع آثار جانبية محتملة، بما في ذلك التغيرات في الوزن.

ومن المثير للاهتمام أن السمنة والاكتئاب يشتركان في ارتباط معقد، وقد اقترح هذا البحث الجديد أن السمنة يمكن أن تزيد من خطر الاكتئاب، في حين أن الاكتئاب نفسه يمكن أن يسهم في زيادة الوزن. 

ويعتقد العلماء أن العوامل البيولوجية والسلوكية تتشابك؛ ما يخلق حلقة مفرغة قد يكون من الصعب كسرها.

قد يكون أحد العوامل المساهمة هو مضادات الاكتئاب نفسها، فبينما تعمل بعض الأدوية على تعزيز فقدان الوزن، ارتبط العديد منها بزيادة الوزن.

 وحتى الآن، ركزت أغلب الأبحاث حول هذا التأثير الجانبي على الاستخدام قصير الأمد، الذي يمتد أسابيع أو أشهرا؛ ومع ذلك، تدرس هذه الدراسة الجديدة الأنماط طويلة الأمد، وتقدم رؤى جديدة حول كيفية تأثير استخدام مضادات الاكتئاب على مدى عدة سنوات على الوزن.

اتجاه ثابت

ولفهم هذه الصلة بشكل أفضل، قام الباحثون بتحليل بيانات من دراسة "سجل القلب" في جيرونا، وهو مشروع مستمر في إسبانيا يتتبع صحة القلب في مقاطعة جيرونا.

وركز الباحثون على أكثر من 3000 بالغ شاركوا في المرحلة الثالثة من الدراسة التي بدأت في عام 2005، وتابعوا هؤلاء الأفراد لمدة 6 سنوات تقريباً، وقاسوا التغيرات في الوزن واستخدام مضادات الاكتئاب.

وكشفت نتائج الدراسة عن اتجاه ثابت، وهو أن الأفراد الذين استخدموا مضادات الاكتئاب ــ سواء بدأوا في استخدامها أو توقفوا عنها أو استخدموها باستمرار ــ كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنة بمن لم يتناولوها قط. 

وفي المتوسط، شهد المشاركون زيادة بـ 2% في وزن أجسامهم على مدى 6 سنوات، حتى بعد تعديل عوامل مثل العمر والجنس والنظام الغذائي وممارسة الرياضة.