البواسير، هي أوعية دموية منتفخة في القناة الشرجية يمكن أن تسبب الشعور بعدم الراحة، والألم، والنزيف. وعلى الرغم من أنها جزء طبيعي من تشريح الجسم وتساعد في إغلاق فتحة الشرج، فإنها تصبح مشكلة عندما تتضخم أو تلتهب. ووفقًا للدكتور جيرالد أورلاندو، يعاني نحو شخص من كل 20 بالغًا من البواسير في وقت معين، وبحلول سن الخمسين، يكون نصف البالغين قد واجهوا هذه المشكلة.
البواسير الداخلية: تقع داخل القناة الشرجية وعادة لا تُرى من الخارج، وغالبًا ما تسبب نزيفًا غير مؤلم يظهر كلون دم أحمر فاتح على ورق المرحاض أو في المرحاض.
البواسير الخارجية: تظهر حول فتحة الشرج وتسبب الحكة، والألم، والتورم، وقد يتشكل داخلها جلطة دموية تُعرف بالبواسير المتخثرة، ما يسبب ألمًا شديدًا.
أكد مختصون لموقع "يو إس إيه توادي" أن الشد أثناء التبرز، والإمساك، والإسهال، والجلوس لفترات طويلة، والسمنة، والتقدم في السن، والحمل، والعوامل الوراثية، والعادات اليومية السيئة مثل تناول غذاء منخفض بالألياف أو شرب كميات قليلة من الماء. كما أن ضغط الرحم أثناء الحمل والهرمونات تؤدي إلى زيادة احتمالية ظهورها.
يبدأ تشخيص البواسير عادة بفحص بصري وفحص شرجي يدوي، وقد يستخدم الطبيب أحيانًا منظارًا مضيئًا لفحص القناة الشرجية والتأكد من عدم وجود حالات أخرى مثل الشقوق الشرجية أو الأورام.
والعلاج غالبًا ما يبدأ بتغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي، مثل زيادة تناول الألياف، وشرب الماء بكثرة، واستخدام ملينات لتسهيل التبرز. كما أن الجلوس في ماء دافئ لمدة 10 إلى 15 دقيقة عدة مرات يوميًا يخفف الألم والالتهاب.
وتتوفر أدوية موضعية بدون وصفة طبية مثل الكريمات والتحاميل التي تحتوي على الهيدروكورتيزون، وأكسيد الزنك، أو الليدوكائين لتخفيف الأعراض. أما في الحالات الأكثر شدة، فقد يُلجأ إلى إجراءات مثل ربط البواسير بشريط مطاطي، أو العلاج بالتصليب، أو العلاج الحراري بالأشعة تحت الحمراء. وفي بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية.
في النهاية، البواسير مشكلة شائعة وغالبًا ما يمكن علاجها بسهولة، لكن يُنصح بمراجعة الطبيب لاستبعاد أي حالات أكثر خطورة وتجنب المعاناة غير الضرورية.