أفادت صحيفة "الواشنطن بوست" بأن عدد حبوب الألم الأفيونية الموصوفة طبيًّا التي يتم شحنها في الولايات المتحدة انخفض بنسبة 45 % تقريبًا بين عامي 2011 و2019، حتى مع ارتفاع الجرعات الزائدة المميتة إلى مستويات قياسية مع تزايد استخدام المرضى للهيروين، ثم الفنتانيل غير القانوني.
وتؤكد البيانات التي حصلت عليها الصحيفة، أن المستخدمين أصبحوا في البداية مدمنين على مسكنات الألم التي تصرف قانونيًّا في البلاد، ثم تحولوا إلى مخدرات الشوارع الأرخص ثمنًا والأكثر توفرًا بسهولة، بعد التغيرات في كيفية العلاج الطبي.
ووفقًا لتحليل الصحيفة لبيانات إدارة مكافحة المخدرات، ظهر بأن المقاطعات الأمريكية، في الولايات الأكثر تضررًا: وست فرجينيا وكنتاكي وأوهايو، التي شهدت أكبر عدد من الوفيات، سمحت بصرف كميات كبيرة من الأدوية المخدرة للأفراد بموجب وصفات طبية.
وقالت الصحيفة، بحسب دانييل سيكارون، الباحث في مركز أبحاث جامعة هارفارد "لقد أوجد النظام الصحي مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يعتمدون على الحبوب الأفيونية، وعندما تراجعنا عنها، خلقنا موجة من الهيروين، وسرعان ما تم استبدالها بالفنتانيل، ثم بدأ الناس يموتون بالفعل".
وقالت الصحيفة إن "الفنتانيل، غير القانوني أصبح السبب الرئيس للوفاة بين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، حيث ارتفعت الجرعات الزائدة المميتة من الفنتانيل بنسبة 94% في الفترة من 2019 إلى 2021.
كما إن هذا المخدر يحصد الآن أرواحًا في الولايات المتحدة أكثر من حوادث السيارات أو العنف المسلح أو الانتحار، في حين، توفي أكثر من 110 آلاف شخص بسبب جرعات زائدة من المخدرات في عام 2022، ثلثاهم استسلموا للمواد الأفيونية الاصطناعية، مثل: الفنتانيل، وفقًا لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المواد الأفيونية الموصوفة طبيًّا شهدت انخفاضًا في السنوات الخمس الأخيرة، باستثناء عقار واحد: البوبرينورفين، وهو الدواء المستخدم لعلاج إدمان المواد الأفيونية، حيث ارتفع صرفه من 42 مليون جرعة في عام 2006 إلى 577 مليون جرعة في عام 2019.
وأوضحت بأن إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، التي تعرضت لانتقادات بسبب تصرفها ببطء شديد لمنع تسريب المواد الأفيونية الموصوفة طبيًّا - قامت باتخاذ إجراءات قانونية ضد بعض أكبر موزعي الأدوية والمصانع والأطباء المارقين، الذين كانوا يزوّدون الشوارع بشكل غير قانوني بهذا الأدوية المخدرة.
كما أطلقت الإدارة نظامًا إلكترونيًّا موحدًا، يوفر قاعدة بيانات مستمرة، يرصد عمليات تصنيع وتوزيع وبيع الأدوية، الموصوفة كمسكنات ألم، ويزيد من عملية السيطرة والمراقبة.
المصدر: صحيفة واشنطن بوست الأمريكية