الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
يحذر تقرير علمي جديد من أن كوكب الأرض قد تجاوز أول نقطة تحول مناخية رئيسة؛ ما يعني أن فقدان الشعاب المرجانية في المياه الدافئة أصبح شبه حتمي ولا رجعة فيه. ويشير التقرير الثاني لنقاط التحول العالمية، الذي أعده 160 عالماً من 23 دولة، إلى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية قد دفع النظم المرجانية إلى ما بعد عتبتها الحرارية الحرجة.
وبحسب التقرير الذي نشرته "ديلي ميل" تشكل الشعاب المرجانية موطناً لربع الحياة البحرية وتعتمد عليها معيشة نحو مليار إنسان، لكنها تبدأ في التعرض لحالات تبييض جماعي عندما تتجاوز درجات الحرارة 1.2 درجة مئوية. بعد هذا الحد، تطرد الشعاب الطحالب التي تعيش داخل أنسجتها وتعتمد عليها للبقاء؛ ما يؤدي إلى موتها على نطاق واسع. ويقدّر العلماء الآن أن هناك احتمالاً بنسبة 99% لاختفاء الشعاب المرجانية الكبيرة، مثل الحاجز المرجاني العظيم، وهو ما وصفوه بأنه "مأساة للطبيعة والبشرية".
ويشرح البروفيسور تيم لينتون، مدير معهد الأنظمة العالمية في جامعة إكستر، أن نقاط التحول المناخية هي لحظات تصبح فيها التغيرات ذاتية الدفع ويصعب عكسها. ويعدّ انهيار الشعاب المرجانية أول هذه الأحداث، لكن نقاط تحول أخرى مثل تدهور غابة الأمازون، وانهيار الصفائح الجليدية الكبرى، وتعطل التيارات المحيطية الحيوية قد تتبع قريباً إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة.
وقد تصل غابة الأمازون إلى نقطة تحولها الخاصة عند ارتفاع متوسط الحرارة العالمي بنحو 1.5 درجة مئوية، بينما يُتوقع انهيار الصفائح الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند مع استمرار الاحترار. أما ارتفاع الحرارة نحو 2 درجة مئوية فقد يؤدي إلى انهيار "دوران الانقلاب الأطلسي الشمالي" (AMOC) الذي يغذي تيار الخليج؛ ما قد يتسبب في تغيّرات مناخية حادة واضطرابات غذائية عالمية.
ورغم أن نقطة التحول الخاصة بالشعاب المرجانية تُعتبر الآن غير قابلة للعكس، إلا أن الباحثين يؤكدون أن العمل العاجل لا يزال قادراً على منع تجاوز نقاط تحول أخرى. فكل جزء من الدرجة المئوية يتم تجنبه يقلل من المخاطر. كما يشير التقرير إلى وجود "نقاط تحول إيجابية" مثل التوسع السريع في استخدام الطاقة المتجددة والتحول نحو الصناعة الخضراء، والتي يمكن أن تسرّع الانتقال إلى مستقبل مستدام.
ويحث العلماء الحكومات على التحرك الحاسم قبل مؤتمر المناخ "COP30"، مؤكدين أن منع تجاوز مزيد من النقاط الحرجة يتطلب خفضاً فورياً وجذرياً للانبعاثات لتقليل ذروة الاحترار وتقليص مدة تجاوز مستوى 1.5 درجة مئوية.
