مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
بيئة ومناخ

ما سبب ظهور تماسيح على شواطئ الإسكندرية وبومرداس؟ (فيديو)

تمساح النيلالمصدر: istock

أثار ظهور تماسيح على شواطئ بعض الدول العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لا سيما مصر والجزائر، حالة من الجدل الواسع خلال عام 2025، وتصدّرت التكهنات الواجهة رغم غياب أي دلائل علمية على وجود تجمعات مستقرة لهذه الزواحف في المياه المالحة، ما فتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات عدة حول الرقابة البيئية، وظاهرة الاتجار غير المشروع بها.

تمساح الإسكندرية 

وفي واقعة غير مسبوقة، شهد شاطئ أبو تلات 2 بمنطقة العجمي غرب مدينة الإسكندرية، في 11 سبتمبر الجاري، حالة من الذعر بين المصطافين عقب ظهور تمساح صغير يُقدّر طوله بين متر إلى متر ونصف، على مقربة من الشاطئ.

وأكدت مصادر محلية أن فرق الإنقاذ البحري تمكنت من الإمساك به وتسليمه إلى جهاز شؤون البيئة، الذي أحاله بدوره إلى حديقة الحيوان لتلقي الرعاية، كما أفاد المعهد القومي لعلوم البحار، أن التمساح ينتمي إلى فصيلة التماسيح النيلية، التي تعيش عادة في المياه العذبة كنهر النيل أو بحيرة ناصر، وتفتقر للقدرة على التأقلم مع المياه المالحة للمتوسط.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

غضب من مؤثرين يطاردون ويعذبون التماسيح في أستراليا (فيديو)

طابع استثنائي

وبرغم وضوح الطابع الاستثنائي للحادثة، فقد أثارت الواقعة موجة تساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية وصول تمساح نيلي إلى البحر، وإن كان ذلك نتيجة إهمال أم فعل متعمد، إلا أن وزارة البيئة المصرية سارعت إلى طمأنة الرأي العام، مرجّحة أن يكون التمساح ناتجًا عن تربية غير قانونية من قبل أحد الأفراد، وأكّدت أنها تتابع عن كثب مسار الواقعة.

تمساح بومرداس

في السياق ذاته، سجلت ولاية بومرداس في الجزائر، في أواخر مارس الماضي، واقعة مماثلة، حيث تداول ناشطون مقطعًا مرئيًا يظهر تمساحًا في مياه البحر، مما أحدث جدلًا في الأوساط البيئية، وسط غياب توضيحات رسمية، وقد رجّح متابعون أن يكون الحيوان جزءًا من نشاط تصوير أو استعراض إلكتروني لجذب الانتباه.

تحليلات ورقابة بيئية

وأجمعت تحليلات مختصين في علم الحيوان والبيئة على أن التماسيح لا تعيش في بيئة البحر الأبيض المتوسط المالحة، وأن ما يحدث لا يتعدى كونه ناتجًا عن اقتناء خاص وتم إهماله أو إطلاقه عمدًا.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

الكشف عن سبب هجمات التماسيح على البشر

وبينما تتكثف الجهود الرقابية والتوعوية للحد من ظاهرة تربية الكائنات المفترسة خارج بيئاتها الطبيعية، تظل هذه الحوادث جرس إنذار بشأن هشاشة بعض جوانب الرقابة البيئية، وضرورة تطوير آليات الردع والتفتيش، للحفاظ على سلامة الإنسان والبيئة على حد سواء.

استحالة تكيّف وجلود بأسعار باهظة

في هذا السياق، أكد محسن فتحي، الخبير التعليمي في علوم الأحياء، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" بأنه من المستحيل تكيّف التماسيح مع المياه المالحة أو العيش فيها، موضحًا أن أقصى مدة يمكنها تحملها لا تتجاوز أسبوعًا واحدًا، ثم تموت.

ونفى تمامًا احتمالية انتشار التماسيح على شواطئ المتوسط، معتبرًا ظهور تمساح في أبو تلات في الإسكندرية، وبومرداس الجزائرية، حوادث فردية لا تُستند إلى دراسات علمية توثّق وجودها في مياه البحر الأبيض المتوسط، على حد قوله.

وبيّن، في تحليله لعلم الزواحف، أن التماسيح لا تعيش في المياه المالحة، نظرًا لافتقارها الآليات اللازمة لتخليص أجسامها من الملح الزائد، مرجّحًا أن تكون هذه الوقائع ناتجة عن تخلّص أصحابها منها أو استخدامها لأغراض دعائية.

وأشار في تحليله إلى أن مصب نهر النيل لا يمكن أن يفسّر وصول التماسيح إلى شواطئ الإسكندرية أو بومرداس، موضحًا أن جلود التماسيح تمثّل ثروة كبيرة تدفع البعض لاقتنائها، مشيرًا إلى أن ترويضها يشبه ترويض الأسود، نافيًا فقدان السيطرة عليها عند نضوجها رغم حجمها الكبير كما يُشاع، وفق تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC