كشفت دراسة دولية حديثة السبب وراء آلاف الزلازل التي هزت محيط جزيرة سانتوريني اليونانية في مطلع عام 2025، والتي أثارت القلق بين السكان والسياح.
وأظهرت النتائج المنشورة في مجلة "Science" أن النشاط الزلزالي كان ناجما عن تدفق صفائح من الصهارة بشكل ارتدادي تحت قشرة الأرض.
وعلى مدى ستة أسابيع، سجل العلماء أكثر من 25 ألف هزة أرضية بين جزيرتي سانتوريني وأمورغوس، حيث تجاوزت قوة مئات الهزات 4.5 درجة، ما دفع السلطات لإعلان حالة الطوارئ وإغلاق المدارس.
وباستخدام تقنيات ذكاء اصطناعي متطورة لتحليل البيانات الزلزالية، اكتشف الفريق البحثي أن صفائح الصهارة تحركت على شكل موجات ارتدادية على عمق يزيد عن 10 كيلومترات تحت سطح الأرض، وامتدت أفقياً لمسافة 20 كيلومتراً، مع حجم يوازي ملء 200 ألف حوض سباحة أولمبي.
وأكد الباحثون أن هذه الصهارة لم تملك الضغط الكافي للصعود إلى السطح أو التسبب بثوران بركاني، ما يبعث على الاطمئنان للسكان.
وأشارت الدراسة إلى أن الصهارة تحركت على شكل نبضات متتالية تفتح وتغلق الشقوق الصخرية، وهو ما يفسر استمرار الزلازل لعدة أسابيع.
ويُعد هذا الاكتشاف مهمًا علميا، إذ يوفر طريقة جديدة لمراقبة البراكين باستخدام الزلازل كـ"مقاييس ضغط افتراضية"، ما يمكّن العلماء من التمييز بين الزلازل التكتونية وتلك الناتجة عن حركة الصهارة، وتحسين التنبؤ بالثورات البركانية المستقبلية، خاصة في المناطق البحرية.
وتُعد سانتوريني من أكثر المناطق نشاطا بركانيا في العالم، حيث شهدت في الماضي ثورة بركانية ضخمة تعرف باسم "ثورة مينوان" حوالي عام 1620 قبل الميلاد، مما يجعل مراقبتها العلمية مستمرة لحماية السكان والزوار من المخاطر المحتملة.
