أصبحت قرية بيئية على الساحل الشرقي لأستراليا نموذجًا فريدًا للعيش المستدام، بعد تبنّيها قرارًا صارمًا يمنع السكان والزوار من إدخال الكلاب والقطط، بهدف حماية الحيوانات المحلية التي تتجول بحرية في المنطقة.
وبحسب صحيفة "الغارديان" فإن بيل سمارت، المهندس الميكانيكي المتقاعد البالغ من العمر 77 عامًا، الذي يعيش منذ أكثر من 13 عامًا في "قرية كورومبن البيئية" الواقعة على الحدود بين ولايتي كوينزلاند ونيو ساوث ويلز، فوجئ عندما اكتشف أن نمط الحياة الذي يتبناه المجتمع المحلي ينسجم مع مفهوم "السولاربنك" الذي يدعو إلى مستقبل مستدام متصالح مع الطبيعة.
وتشير الصحيفة إلى أن القرية التي تحتضن نحو 500 مقيم شيّدت على أرض مزرعة ألبان قديمة، وتحولت خلال سنوات إلى ممر طبيعي للحيوانات الأصلية، وبينها الكوالا والكنغر والولابي والبلاتبوس والإيكيدنا، إضافة إلى أنواع عديدة من الطيور والزواحف.
ولهذا السبب يرى السكان أن منع دخول الكلاب والقطط "ثمن ضروري" للحفاظ على هذا التنوّع.
وتنقل الصحيفة عن سمارت قوله: "نفتقد وجود كلب في المنزل، لكن هذا هو الثمن الذي نقبل بدفعه لحماية الحياة البرية".
ولا تستثنى من القاعدة إلا الحيوانات الخدمية المعتمدة طبيا.
وتضيف الغارديان أن القرية، التي تحتفل هذا الأسبوع بمرور 20 عاماً على تأسيسها، تفرض أيضا معايير بناء صديقة للبيئة، بينها الاعتماد على الطاقة الشمسية، وجمع مياه الأمطار، وإعادة تدوير مواد البناء.
وأسهم السكان في إنشاء محطة متطورة لمعالجة المياه العادمة بتكلفة مليوني دولار أسترالي، ما يعزز اعتماد القرية على ذاتها.
وسلطت الصحيفة الضوء على الطابع المجتمعي الفريد للقرية، حيث يتعاون السكان في مشاريع مشتركة ويهتمون برعاية المواليد الجدد، فيما يشرف سمارت نفسه على حدائق زراعية مجتمعية تُخصَّص منتجاتها لمؤسسة خيرية تُعنى بمساعدة الفئات الأضعف.