مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
حقّق علماء من جامعة "كوبي" في اليابان تقدماً كبيراً قد يساهم في تقليل الأثر البيئي للبلاستيك. حيث نجحوا بتحسين طريقة إنتاج مركب يُعرف باسم حمض البيريدين ثنائي الكربوكسيل (PDCA)، وهو مكون يمكن أن يساعد في تصنيع بلاستيك أكثر قابلية للتحلل وصديق للبيئة.
ورغم أن "PDCA" لا يُعد بديلاً مباشراً للبلاستيك، فإنه يُستخدم كمادة أساسية (أو مونومر) في صناعة أنواع من البلاستيك مثل PET (البولي إيثيلين تيرفثالات)، الشائع استخدامه في الزجاجات والتغليف. ما يميز هذا المركب هو أنه يمكن أن يحل محل المكونات غير القابلة للتحلل مثل حمض التيرفثاليك، مما يجعل البلاستيك الناتج أكثر صداقة للبيئة.
وفي السابق، كانت عملية إنتاج "PDCA" بطيئة وتنتج عنها مواد سامة. لكن الفريق البحثي وجد، الآن، طريقة أنظف وأكثر كفاءة لإنتاجه باستخدام البكتيريا والإنزيمات. حيث قاموا بتعديل بكتيريا الإيشيريشيا كولاي (E. coli) وراثيًا وتغذيتها على الجلوكوز، مما سمح لها بإنتاج "PDCA" من خلال التفاعلات الأيضية الطبيعية.
وزادت هذه الطريقة الجديدة من كمية الإنتاج بمقدار 7 أضعاف مقارنة بالطرق السابقة، والأهم من ذلك أنها ألغت النفايات السامة التي كانت تنتج سابقًا.
ومع ذلك، لم تكن العملية مثالية في البداية، إذ ظهرت نواتج جانبية سامة. لكن الباحثين وجدوا حلاً بإضافة مركب يسمّى البيروفات للمساعدة في التخلص منها. رغم أن هذه الخطوة كانت فعالة، إلا أن استخدامها على نطاق واسع قد يُواجه تحديات اقتصادية ولوجستية.
ورغم هذه التحديات، تُظهر الدراسة خطوة مهمة نحو إنتاج بدائل بلاستيكية صديقة للبيئة لا تعتمد على البترول. وبما أن "PDCA" يمكن إنتاجه، الآن، باستخدام مكونات طبيعية في أنظمة حيوية مغلقة، فإنها تفتح المجال لمزيد من الاستدامة في صناعة البلاستيك.
كما تُوسّع هذه الدراسة من آفاق التصنيع الحيوي باستخدام الميكروبات، وتُثبت أننا قادرون على استخدام البكتيريا لصنع مواد مفيدة بطرق نظيفة. وفي ظل تفاقم أزمة تلوث البلاستيك، قد يكون لهذه الابتكارات دور كبير في إيجاد مواد أنظف وأكثر صداقة للبيئة.