مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
يحذر خبراء البيئة من المخاطر المتزايدة التي تسببها الطفح الطحلبي الضار؛ وهو نمو سريع للطحالب أو البكتيريا الزرقاء في المياه الدافئة والغنية بالمغذيات، والتي قد تنتج سمومًا خطيرة.
ويمكن أن تظهر هذه الطفرات في المحيطات أو البحيرات أو الأنهار، مسببة تغير لون المياه إلى الأخضر أو الأحمر أو البني، وأحيانًا تظهر على شكل طبقات أو رغوة على السطح. وعلى الرغم من أن ليس كل الطفرات سامة، إلا أن بعضها ضار وقد يؤثر بشدة على صحة الإنسان والحيوانات والبيئة.
ويمكن أن تلوث السموم الناتجة عن الطحالب الضارة مياه الشرب والكائنات البحرية، ما يشكل مخاطر صحية خطيرة. فعند تناول الأسماك أو المحار من مياه ملوثة، قد يصاب الإنسان بتسمم المحار، الذي يسبب أعراضًا مثل التنميل، والقيء، وضعف الرؤية، وصعوبة التنفس، وحتى الوفاة في الحالات الشديدة. ولا تؤدي عملية الطهي أو التجميد إلى تدمير هذه السموم، ما يجعل الوقاية ضرورية.
ويمكن للتعرض المباشر للمياه الملوثة أن يسبب تهيج الجلد والعينين، بينما استنشاق الرذاذ أثناء السباحة أو التزلج على الماء قد يؤدي إلى مشاكل تنفسية تشبه حساسية القش. أما شرب المياه المتأثرة قد يسبب أمراضًا معوية مثل القيء والإسهال والحمى، وفي بعض الحالات قد تؤثر السموم على الكبد أو الجهاز العصبي.
كما أن الحيوانات الأليفة والماشية معرضة للخطر، إذ يمكن أن تصاب بالتسمم عند السباحة أو شرب المياه الملوثة، ويجب غسلها فورًا بالماء النظيف وطلب الرعاية البيطرية.
تجنب السباحة والصيد
وينصح الخبراء تجنب السباحة وصيد الأسماك أو جمع المحار من المياه التي تظهر عليها تغيرات لونية أو روائح كريهة، واتباع التحذيرات الرسمية بشأن الطفرات الطحلبية الضارة. كما ينبغي على مستخدمي مصادر المياه الخاصة منع نمو الطحالب عبر إحكام إغلاق الخزانات وتظليل الأنابيب، لأن غلي المياه الملوثة لا يزيل السموم.
وتشجع الظروف البيئية مثل ارتفاع درجات الحرارة، ووجود ضوء الشمس، وثبات المياه، على حدوث هذه الطفرات التي قد تستمر لأسابيع أو شهور. وعندما تموت الطحالب، تستهلك الأكسجين في الماء، ما يؤدي إلى اختناق الأسماك واضطراب النظم البيئية المائية.
ورغم عدم وجود أدلة ثابتة تربط بين التعرض للطحالب الضارة ومرض العصبون الحركي، يؤكد خبراء في مجال الصحة على أهمية اليقظة المستمرة، إذ يبقى تجنب التعرض والحفاظ على نظافة مصادر المياه أفضل وسائل الحماية من هذا التهديد البحري الخفي.