حذّر خبراء إيرانيون من التداعيات المتصاعدة لتلوّث الهواء في المدن الكبرى، مؤكدين أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذه المشكلة تتجاوز 23 مليار دولار سنوياً، فضلاً عن تأثيرها المباشر على الصحة العامة وارتفاع معدلات الوفيات المبكرة.
وشهدت العديد من المدن الإيرانية في الأسابيع الأخيرة مستويات مرتفعة من التلوّث، دفعت الكثير من السكان إلى البقاء داخل منازلهم أو ارتداء أقنعة واقية خلال التنقّل في الشوارع، وسط تحذيرات طبية من تفاقم المخاطر الصحية.
وقال عباس شاهسوني، نائب رئيس مركز أبحاث تلوّث الهواء في إيران، لـ"إرم نيوز"، إن التعرّض للجسيمات الملوثة في الهواء تسبب بـ 54 ألف حالة وفاة مبكرة خلال عام واحد.
وأضاف أن نحو 15% من الوفيات في البلاد مرتبطة بشكل مباشر بتلوث الهواء، مشيراً إلى أن الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من السمنة هم الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وأوضح شاهسوني أن تلوث الهواء لا ينعكس فقط على الصحة العامة، بل يفرض أيضاً أعباء مالية ثقيلة على نظام الرعاية الصحية والاقتصاد الوطني.
وقال: "التكلفة الاقتصادية للوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في إيران تصل إلى 23 مليار دولار سنوياً"، محذراً من أن هذه الظاهرة تلتهم ما يقارب 5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى إعادة النظر في سياسات إدارة جودة الهواء، ورفع مستوى الاستثمارات في النقل العام والطاقة النظيفة في إيران، للحد من الأزمة البيئية التي باتت تُعدّ ثاني أكبر سبب للوفاة عالمياً بعد الأمراض القلبية.
