أكد تقرير صدر حديثا عن مشروع الكربون العالمي، الارتفاع المثير للقلق في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وذلك وفقا لنتائج اجتماع زعماء العالم في قمة المناخ "كوب28" في دبي.
وبحسب موقع "إكسيوس الأميركي"، يقدر التقرير أن "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الأحفوري ستصل إلى 36.8 مليار طن في 2023، ما يمثل زيادة بنسبة 1.1٪ عن العام السابق"، موضحا أن "القوى الدافعة وراء هذه الزيادة هي الانبعاثات الكبيرة الصادرة عن الصين والهند، التي تعزى في المقام الأول إلى استخدامهما المكثف للفحم، وتشكل الآثار المترتبة على هذه الزيادة العميقة تحديًا كبيرًا لتحقيق الأهداف الطموحة التي حددها اتفاق باريس".
بدوره، أعرب البروفيسور بيير فريدلينغشتاين من جامعة "إكستر"، الذي قاد البحث، عن قلقه قائلاً: "يبدو أننا سنتجاوز هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة"، مشددا على "الحاجة الملحة لأن يتفق القادة في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بسرعة على تخفيضات كبيرة في انبعاثات الوقود الأحفوري لإنقاذ هدف الدرجتين المئويتين".
وبتحليل الأرقام، يتوقع برنامج التعاون العالمي أن ترتفع الانبعاثات بنسبة 1.1% من الفحم، و1.5% من النفط، و0.5% من الغاز في 2023، فيما من المتوقع أن يشهد الاتحاد الأوروبي انخفاضا بنسبة 7.4% بالانبعاثات المرتبطة بالحفريات، و 0.5% من الغاز خلال 2023 في الولايات المتحدة بانخفاض قدره 3%، وذلك بفضل زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، ومع ذلك، لوحظت اتجاهات متناقضة في الهند والصين، حيث من المتوقع أن ترتفع الانبعاثات بنسبة 8.2% و4% على التوالي.
ويسلط التقرير الضوء على "الزيادة الكبيرة في انبعاثات الطيران الدولي، التي من المتوقع أن تزيد بنسبة 28% مقارنة ب 2022، مع استمرار الصناعة في التعافي من أدنى مستوياتها الناجمة عن الوباء، حيث تؤكد هذه الإحصائيات المثيرة للقلق الحاجة الملحة إلى بذل جهود عالمية للحد من الانبعاثات وتخفيف الأثر البيئي لاستخدام الوقود الأحفوري"، منوها إلى "العواقب الصحية الوخيمة المرتبطة بحرق الوقود الأحفوري، ما يتسبب في تلوث الهواء السام المسؤول عن حوالي 11800 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة و1.2 مليون حالة وفاة على مستوى العالم".
ويتماشى التقرير مع تقرير آذار/مارس الصادر عن لجنة علوم المناخ التابعة للأمم المتحدة، مع التركيز على الحاجة الملحة لخفض حاد في الانبعاثات بحلول 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفر بحلول 2050 للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
من جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب28"، على الأهمية الحاسمة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
إلى ذلك، أوصى تقرير حديث للأمم المتحدة "بالتخلص التدريجي شبه الكامل" من إنتاج الفحم بحلول 2040 وخفض إنتاج واستخدام النفط والغاز بنسبة 75% بحلول 2050 مقارنة بمستويات 2020، ورغم هذه التوصيات، فقد أعرب المسؤولون في الصين والهند، الدولتين الأكثر إطلاقاً للانبعاثات على مستوى العالم، عن معارضتهما للغة "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".
ومع ذلك، يشير تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف إلى أن "الصين قد تشهد انخفاضًا هيكليًا في انبعاثات غازات الدفيئة بدءًا من العام المقبل بسبب زيادة منشآت مصادر الطاقة منخفضة الكربون، ويضيف هذا التحول المحتمل عنصرا ديناميكيا إلى الجهود العالمية الجارية لمعالجة أزمة المناخ المتصاعدة.
المصدر: موقع إكسيوس الأميركي