logo
بيئة ومناخ

دراسة تكشف: ثوران بركاني وراء جائحة الطاعون الأسود

مستشفى مؤقت لضحايا جائحة الطاعون، هونغ كونغ، 1894المصدر: istock

تشير أبحاث حديثة إلى أن جائحة الطاعون الأسود في أوروبا خلال القرن الرابع عشر قد تكون ناجمة عن ثوران بركاني أو عدة ثورات بركانية أدت إلى اضطرابات مناخية واسعة. ويعتقد الخبراء أن الرماد والغازات البركانية أدت إلى سنوات متتالية من الطقس البارد والرطب، ما تسبب بفشل المحاصيل عبر منطقة البحر المتوسط وأسهم في الانتشار الكارثي للطاعون.

ووفقا لصحيفة "التلغراف" درس علماء من جامعة كامبريدج  حلقات الأشجار القديمة ووجدوا صيفًا باردًا ورطبًا بشكل غير معتاد في الأعوام 1345 و1346 و1347، وهي السنوات التي سبقت مباشرة اندلاع الطاعون الأسود. أدت هذه الظروف الصعبة إلى قيام دول المدن الإيطالية مثل فينيسيا وجنوة وبيزا باستيراد الحبوب من منطقة البحر الأسود لتجنب المجاعة، لكنها حملت عن غير قصد براغيث مصابة ببكتيريا Yersinia pestis، المسببة للطاعون الأسود.

أخبار ذات علاقة

أثناء إجلاء المتسلقين بعد ثوران بركان "سيميرو" في إندونيسيا

إندونيسيا.. إجلاء 170 متسلقاً بعد ثوران بركان "سيميرو" (فيديو)

وقال البروفيسور أولف بونتجن من قسم الجغرافيا في كامبريدج: "لقد رغبت طويلًا في فهم هذه الظاهرة، وما العوامل البيئية والاجتماعية التي سمحت للطاعون بالانتشار في هذا الوقت والمكان بالذات في تاريخ أوروبا".

سبب فتك الطاعون

وتوضح الدراسة الجديدة سبب فتك الطاعون الكبير. فبينما ساعدت الحبوب المستوردة على تجنب المجاعة، وفرت أيضًا طريقًا للبراغيث المصابة لدخول المواني المتوسطية، ومن هناك انتشرت  البكتيريا بسرعة، محدثة واحدة من أشرس الأوبئة في تاريخ البشرية. بين عامي 1346 و1353، أودى الطاعون الأسود بحياة ما يقدر بين 75 إلى 200 مليون شخص، أي نحو 60% من سكان أوروبا.

وأشار الدكتور مارتن باوخ، مؤرخ متخصص في مناخ العصور الوسطى وعلم الأوبئة، إلى أن دول المدن الإيطالية كانت تمتلك شبكات تجارية بعيدة المدى قادرة على منع المجاعة، لكنها ساعدت أيضًا بشكل غير مقصود في انتشار الطاعون. ومن المثير للاهتمام أن بعض المدن الكبيرة مثل ميلانو وروما نجت لأنها لم تعتمد على الحبوب المستوردة.

أخبار ذات علاقة

حمم بركانية من بركان هاواي

بعد عام من الثوران.. بركان كيلاويا يطلق نوافير حمم جديدة في هاواي

وتسلط الدراسة الضوء على كيفية تضافر العوامل المناخية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية لتشكيل "عاصفة مثالية" أدت إلى الطاعون الأسود، وتعد أيضًا مثالًا مبكرًا على العواقب غير المقصودة للعولمة، إذ يمكن للتجارة المترابطة تكبير أثر الكوارث الطبيعية والأوبئة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC