عاد روبوت بحري صغير إلى السطح بعد فقدانه لمدة ثمانية أشهر تحت الجليد السميك في القارة القطبية الجنوبية، حاملاً بيانات علمية وُصفت بأنها غير مسبوقة، في إنجاز قد يغيّر فهم العلماء لديناميكيات المحيطات القطبية.
ووفق موقع "ديلي غالكسي"، فإن الروبوت من نوع "Argo"، الذي تديره وكالة العلوم الوطنية الأسترالية (CSIRO)، أُطلق عام 2020 لرصد حرارة وملوحة المياه قرب نهر توتن الجليدي، قبل أن تجرفه تيارات قوية إلى الجنوب ويفقد الاتصال به تحت رف دينمان الجليدي.
وخلال أكثر من عامين، سجّل الروبوت 195 سلسلة قياسات عمودية من قاع المحيط إلى أسفل الرف الجليدي، بمعدل قياس كل خمسة أيام، ما أتاح لأول مرة بيانات مباشرة من مناطق لم يكن الوصول إليها ممكناً سابقاً.
وأظهرت البيانات أن رف شاكليتون الجليدي ما يزال معزولاً نسبياً عن المياه الدافئة، في حين كشفت عن مؤشرات مقلقة على بدء ذوبان نهر دينمان نتيجة تسلل مياه أكثر دفئاً إلى أسفله.
واستخدم العلماء طريقة مبتكرة لتتبّع مسار الروبوت أثناء فقدانه، عبر تحليل بيانات اصطدامه بالسطح السفلي للجليد ومقارنتها بصور الأقمار الاصطناعية، ما وفّر تصوراً دقيقاً للنظام الحراري تحت الرفوف الجليدية.
ويعد هذا النجاح غير المقصود خطوة مهمة في مراقبة البيئات القطبية، فيما تعتزم وكالة CSIRO توسيع استخدام هذه الأجهزة لتعزيز فهم تغيرات الجليد وتحسين نماذج توقع ارتفاع مستوى سطح البحر مستقبلاً.
