ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
تحل اليوم (30 مايو) ذكرى إعدام الفتاة الفرنسية جان دارك بطريقة وحشية، فقد أُلقيت في النار وهي حية، على خلفية الحرب بين بلادها وإنكلترا في القرون الوسطى، لتتحول بعد مئات السنين إلى أسطورة ملهمة عبر العصور ونموذج يحتذى به في الشجاعة والوطنية والحماس.
اللافت في تلك المأساة أنها رغم قسوة تفاصيلها التي تهز الوجدان، فهى تتضمن معاني ورسائل خالدة حول قوة الدور الذي يمكن أن تؤديه المرأة في مجتمعاتها المحلية مهما كانت متزمتة.
ولم تتأخر الفنون المختلفة حول العالم من الرواية إلى الأوبريت، مرورا بالغناء والسينما والمسرح، في استلهام قصة تلك الفتاة وإبراز ما تتضمنه من نموذج إنساني مذهل حول الإيمان بالنفس في مواجهة الأعداء وقدرة حواء على صنع المعجزات، مهما تحالفت ضدها الظروف.
وُلدت جان دارك في عام 1412 لمزارعين فقيرين، إلا أنها اتسمت بالانضباط والجدية منذ الصغر وتعلمت الخياطة والمهارات المنزلية، كما أظهرت امتثالا نادرا للتعاليم الدينية وحافظت على ارتياد الكنيسة بانتظام.
في ذلك الوقت، كان شمالي فرنسا نهبا للجيوش الغازية، لا سيما الجيش الإنكليزي على خلفية الحرب الشهيرة بين باريس ولندن التي عُرفت باسم "حرب المئة عام"، واتسمت بسفك الدماء الغزيرة والعنف المتبادل بين البلدين الكبيرين.
انتابت جان دارك رؤى غامضة وأحلام شعرت من خلالها أنها مكلفة بحماية وإنقاذ فرنسا، فامتثلت إليها فورا وقصت شعرها وارتدت ملابس ذكورية، لتصبح أصغر وأول قائدة لحامية فرنسية وهي ابنة 17 عاما.
أظهرت الفتاة المراهقة شجاعة ناردة في المعارك الضارية، وأسهمت في انتصار بلادها الساحق على الإنكليز واستعادة مدينة "أورليان" التي كانت محاصرة بالكامل، بحيث لم يقتصر دورها على القتال المباشر، بل كانت مصدر إلهام وحماس لزملائها الجنود في ساحات المعارك.
وقعت الفتاة في الأسر، فقد كانت تقدم الرغبة في النصر على الحرص على سلامتها الشخصية، وتمت مبادلتها بمبلغ ضخم من العملة الفرنسية، لكن بدلا من مكافأتها وجدت نفسها في مواجهة تهم خطيرة من جانب السلطات، منها ممارسة السحر وهي تهمة خطيرة لا تسامح معها آنذاك.
في صباح 30 مايو، تم اقتيادها وهي بعمر 19 عاما إلى الساحة العامة في مدينة "روان" ليتم تنفيذ حكم الإعدام فيها عبر إشعال النار وحرقها وهي حية، أمام جمع ضخم لا يقل عن 10 آلاف شخص.
وعادت السلطات الرسمية في البلاد لتُنصف جان دارك مرتين، الأولى في 1456، فقد أُعلنت براءتها من كل التهم المنسوبة إليها واعتُبرت "شهيدة"، أما الثانية ففي عام 1922، فقد اعتُبرت "قديسة" و"شفيعة" فرنسا.