أكسيوس: ترامب يجري حاليا مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيين
تناول الوجبات العائلية بانتظام أكثر من مجرد تقليد؛ بل هو إحدى أقوى أدوات التربية، بحسب ما يؤكده الخبراء.
ووفقا لأبحاث استمرت على مدى عقدين، يؤكد خبراء من جامعة هارفارد ومؤسسات أخرى أن مشاركة أفراد الأسرة في تناول الطعام بشكل منتظم تعود بفوائد كبيرة على الصحة الجسدية والعاطفية والنفسية للأطفال.
عادات غذائية صحية
وتشير دراسة نشرت في مجلة JAMA Network Open إلى أن المراهقين الذين يتناولون الطعام مع أسرهم يتمتعون بعادات غذائية صحية أكثر، مثل استهلاك كميات أكبر من الفواكه والخضراوات وتقليل الوجبات السريعة والمشروبات المحلّاة، وذلك بغضّ النظر عن مدى استقرار الأسرة.
ولا تقتصر الفوائد على التغذية فحسب، بل تشمل الصحة النفسية أيضا. فقد ربطت مراجعة بحثية كندية عام 2015 بين الوجبات العائلية المتكررة وانخفاض احتمالات الإصابة باضطرابات الأكل وتعاطي المواد المخدرة والاكتئاب والأفكار الانتحارية، خصوصا بين الفتيات.
كما وجدت دراسة لجمعية القلب الأمريكية عام 2022 أن 91% من الآباء لاحظوا انخفاضا كبيرا في التوتر الأسري عند تناول الوجبات معا بانتظام.
أما على المدى الطويل، فكشفت دراسة نشرتها Journal of Pediatrics أن المراهقين الذين يتناولون الوجبات مع أسرهم يكونون أقل عرضة للسمنة في مرحلة البلوغ، خاصة بين المراهقين من أصول أفريقية. ووجدت دراسة أخرى أن تناول الوجبات المنزلية بوجه خاص هو ما يحقق هذه الفوائد.
الأمان العاطفي
كما تعزز الوجبات العائلية الشعور بالأمان العاطفي وتزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم، وفقًا لخبراء من Stanford Medicine. فعندما يُشجَّع الأطفال على الحديث والمشاركة في مهام الطعام، فإنهم يشعرون بأنهم محل تقدير.
حماية من التنمر
وفي الجانب الاجتماعي، توفر الوجبات المنتظمة حماية ضد التنمر، بما في ذلك التنمر الإلكتروني. فقد أظهرت دراسة أن المراهقين الذين يتناولون العشاء مع أسرهم أربع مرات أو أكثر في الأسبوع يعانون بدرجة أقل من القلق وتعاطي المواد.
حتى في جلسات العلاج الأسري، تُعدّ مائدة الطعام وسيلة فعالة لفهم ديناميكيات الأسرة. فقد أظهرت دراسة حالة عام 2016 أن الوجبات يمكن أن تساعد المعالجين في تقييم العلاقات الأسرية وتوجيه التغيير الإيجابي.
باختصار، مجرد تخصيص وقت لتناول وجبة عائلية واحدة أو اثنتين أسبوعيًا قد يحقق فوائد هائلة في نمو الطفل وصحته وسلامته النفسية.