logo
منوعات

اكتشافات أثرية تبرز نفوذ ملكة مصرية كسرت احتكار الرجال للخلود

الفن المصري القديم للنقوش الهيروغليفية على الحجرالمصدر: istock

كشفت دراسة تاريخية وأثرية حديثة عن الدور الاستثنائي الذي لعبته الملكة المصرية "عنخ إس إن بيبي" الثانية، التي تُعد من أوائل النساء اللواتي مارسن سلطة سياسية ودينية كاملة في مصر القديمة، بعدما طالبت لنفسها بمكانة وخلود كانا حكرًا على الفراعنة الذكور.

وقبل قرون طويلة من حكم حتشبسوت وكليوباترا، أعادت الملكة المصرية "عنخ إس إن بيبي" الثانية (Ankhnespepy II) رسم حدود السلطة النسائية في مصر القديمة، بعدما جمعت بين النفوذ السياسي والمكانة الدينية، وطالبت لنفسها بخلود كان حكرًا على الفراعنة الذكور.

ووفقًا لـ"ناشونال جيوغرافيك" يجسّد تمثالٌ صغيرٌ من الألباستر محفوظٌ في متحف بروكلين بنيويورك مكانَتَها الاستثنائية؛ إذ تظهر الملكة جالسة على العرش بينما يجلس ابنها الفرعون بيبي الثاني على ركبتيها. وعلى خلاف القواعد الفنية الصارمة في مصر القديمة، تظهر الملكة بحجم يفوق حجم الفرعون الصغير بمرتين، في دلالة واضحة على سلطتها خلال فترة وصايتها على الحكم، رغم أن ابنها يرتدي التاج الملكي.

الملكة المصرية عنخ إس إن بيبي الثانية

وعاشت "عنخ إس إن بيبي" الثانية خلال عصر الدولة القديمة، في فترة اتسمت بالاضطرابات السياسية. وكانت زوجة للفرعون بيبي الأول، ثم أصبحت وصية على العرش عندما تولى ابنها الحكم في سن لم يتجاوز السادسة. ورغم المؤامرات داخل القصر والتهديدات الخارجية، نجحت في إدارة شؤون البلاد، ما مكّن ابنها لاحقًا من الحكم لأكثر من 65 عامًا، في أطول فترة حكم في تاريخ مصر القديمة.

وظل نفوذ هذه الملكة لغزًا لقرون، إلى أن كشف علماء الآثار عام 2000 عن مجمّع هرمها الجنائزي في سقارة. وشكّل الاكتشاف محطة مفصلية، بعدما عُثر داخل حجرة دفنها على نصوص الأهرام، وهي تعاويذ دينية مقدسة كانت مخصّصة حصريًّا للفراعنة، وتُعد وسيلتهم للبعث والخلود في العالم الآخر.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

خبير يشكك في تاريخ الحضارة الفرعونية ويقدم أدلة جديدة بالتكنولوجيا

وعلى مدى أكثر من عقدين، أعاد الباحثون تجميع أكثر من 1600 قطعة حجرية منقوشة، لتظهر أن الملكة تعمّدت الاستحواذ على الامتيازات الدينية نفسها التي كان يتمتع بها الفرعون. كما حملت ألقابًا ذات طابع إلهي مثل "ابنة الإلهين"، وصُوّرت في النصوص وهي تجالس الآلهة وتبحر في مركب الشمس، في إعلان واضح لمكانتها كحاكمة خالدة.

وتؤكد نقوش أخرى عُثر عليها في مناطق مختلفة من مصر أنها قادت بعثات ملكية وارتدت رموز الحكم الفرعوني. كما أن حجم هرمها وتصميمه كانا أقرب إلى أهرام الملوك منه إلى أهرام الملكات.

وبهذا الإرث، أرست "عنخ إس إن بيبي" الثانية نموذجًا مبكرًا للسلطة النسائية، ألهم ملكات لاحقات مثل  حتشبسوت ونفرتيتي وكليوباترا، مثبتة أن الحكم والخلود لم يكونا حكرًا على الرجال وحدهم.
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC