لطالما كان التساؤل حول مدى مساواة الآباء في حبهم لأبنائهم محط اهتمام الأبحاث النفسية والاجتماعية.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أن المشاعر الأبوية قد تتأثر بعوامل متعددة، من بينها شخصية الطفل، وترتيبه بين الأشقاء، ومدى التشابه بينه وبين والديه، بالإضافة إلى الظروف العائلية والاجتماعية المحيطة.
وبحسب الدراسة، التي أجراها باحثون في علم النفس الأسري، فإن الحب الأبوي لا يعني بالضرورة المساواة المطلقة في المعاملة، إذ قد يميل بعض الآباء إلى أحد أطفالهم بسبب عوامل لاشعورية، مثل: التقارب في الطباع، أو التشابه في الاهتمامات.
كما أن ترتيب الطفل في الأسرة قد يلعب دورًا، حيث يميل بعض الآباء إلى حماية الطفل الأصغر، بينما يضعون توقعات أكبر على الطفل الأكبر.
وبحسب موقع Parents, أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يواجهون صعوبات صحية أو تعليمية قد يحصلون على اهتمام ورعاية أكبر من قِبل والديهم، وهو ما قد يفسره بعض الأشقاء على أنه تفضيل لهم.
ورغم هذه الاختلافات، شدد الباحثون على أن هذه العوامل لا تعني بالضرورة تفضيل أحد الأبناء على الآخرين، بل تعكس احتياجات مختلفة تتطلب أساليب تعبير متنوعة عن الحب الأبوي.
وأكد الخبراء أن الإدراك الواعي لهذه الفروقات يساعد الآباء على تحقيق التوازن العاطفي داخل الأسرة؛ ما يسهم في تقوية العلاقات بين الأشقاء وتقليل مشاعر الغيرة أو التنافس.
ينصح المختصون في التربية الأسرية بضرورة التواصل المفتوح مع الأبناء، وتقديم الحب والدعم لكل طفل وفق احتياجاته الخاصة. كما يشددون على أهمية تخصيص وقت فردي لكل طفل لتعزيز الشعور بالمحبة والاهتمام، مع تجنب المقارنات التي قد تثير مشاعر الغيرة بينهم.