في محمية خاصة قرب كيب تاون بجنوب أفريقيا، يُستخدم كلب من نوع بوردر كولي للبحث عن السلاحف الهندسية، وهي نوع مهدد بشدة بالانقراض ومتوطن في المنطقة.
وبحسب فرانس برس، يتنقل الكلب بين الأعشاب ويستدل بأنفه على أماكن وجود السلاحف، التي يصعب رصدها بسبب تشابه صدفتها مع الغطاء النباتي المحيط.
وتتميز السلاحف الهندسية بنتوءات صفراء على صدفتها تشبه تفرعات النجوم، وتصل الإناث منها إلى 16.5 سنتيمتر و850 غراماً.
وتدريب الكلاب يقتصر على تحديد هذا النوع فقط، ويتم مكافأتها عند النجاح للرفع من فعالية البحث، إذ تُظهر الكلاب قدرة تفوق البشر بخمس مرات في العثور على هذه السلاحف، خصوصاً الصغيرة وحديثة الولادة.
وتُعد أعداد السلاحف منخفضة جداً، إذ قُدّر عددها في التسعينيات بـ1500، ثم انخفض لاحقاً إلى ما بين 600 و800 سلحفاة، دون تسجيل أي مؤشرات لارتفاع هذه الأعداد حتى اليوم.
وبعد العثور على السلاحف، تُؤخذ مقاساتها، وتُسجّل في قاعدة بيانات علمية بهدف تتبّع أعدادها ودراسة حالتها البيئية. هذا العمل ضروري، خاصة مع تراجع موائلها الطبيعية، مثل: مناطق "فينبوس" و"رينوسترفيلد"، نتيجة التوسع الزراعي والتمدّن.
وبحسب العلماء، فإن الغطاء النباتي في هذه المناطق غني بتنوعه لكنه يتعرض للاندثار، ما يؤدي إلى تجزئة المواطن الطبيعية للسلاحف، وبالتالي ضعف قدرتها على التكيّف مع التغيّرات المناخية مثل الجفاف والحرائق، إضافة إلى افتراسها من طيور مثل الغربان المرقطّة.
كما تواجه السلاحف الهندسية تهديدات من الصيد الجائر وفقدان النباتات التي تتغذى عليها. وتبذل منظمات الحفاظ على البيئة جهوداً لحماية هذه السلاحف من خلال جمع البيانات، والتعاون مع ملاك الأراضي لضمان حماية المواطن البيئية المتبقية، في مواجهة الاستخدام غير المستدام للأراضي.