logo
منوعات

رعاية الإخوة.. متى تتحول إلى عبء؟

تعبيريةالمصدر: iStock

يُعدّ اعتناء  الإخوة بعضهم ببعض ممارسة شائعة في العديد من الأسر؛ إذ تشير بيانات إلى أن عددا كبيرا من المراهقين الذين لديهم إخوة أصغر سنًا يتحملون شكلًا من أشكال مسؤوليات الرعاية. وغالبا ما يعتمد الآباء على الإخوة الأكبر سنا للإشراف على إخوتهم، وتربيتهم، وتعليمهم، والمساعدة في إعداد الطعام، وإنجاز الأعمال المنزلية والواجبات المدرسية، خاصة عندما يكون الوالدان منشغلين أو غير متوفرين.

ووفقا لموقع "سايكولوجي توداي" تلعب رعاية الإخوة دورا مهما في الأسر التي تواجه تحديات مثل ساعات العمل الطويلة، أو غياب أحد الوالدين، أو دخول المستشفى، أو مشكلات الصحة النفسية. وتُظهر الأبحاث أن الاعتماد على رعاية الإخوة يحدث في مختلف مستويات الدخل، ويزداد في الأسر الكبيرة، أو تلك التي تعتني بأطفال ذوي إعاقات أو أمراض مزمنة. وغالبا ما يكون الإخوة الأكبر سنا، وخاصة الفتيات ومن بينهم من تفصلهم فجوة عمرية أكبر عن إخوتهم الصغار، فهم الأكثر توليا لهذه المسؤوليات. كما تلعب القيم الثقافية دورا في ذلك؛ إذ تنتشر هذه الممارسة بشكل أكبر في بعض العائلات التي تتبنى قيمة “الترابط الأسري”.

أخبار ذات علاقة

طفلة ووالدتها

التربية الديمقراطية.. كيف تنمّي استقلالية طفلك واحترامه للآخرين؟

"مكملة لدور الوالدين"

وعندما تكون التوقعات مناسبة لعمر الطفل ونضجه، يمكن لرعاية الإخوة أن تعود بفوائد إيجابية على مقدم الرعاية والطفل الذي يتلقى الرعاية؛ إذ تساعد هذه التجربة على تنمية الإحساس بالمسؤولية، والاعتماد على النفس، والتعاطف، والنضج، والثقة بالنفس. كما يستفيد الإخوة الأصغر سنا اجتماعيا وعاطفيا من دور الإرشاد الذي يقدمه لهم الأخ الأكبر. ويؤكد الخبراء أن هذه الرعاية يجب أن تكون مكملة لدور الوالدين، لا بديلة عنه، وألا تحرم الطفل من حقه في طفولة طبيعية.

متى تصبح ضارة؟

لكن رعاية الإخوة قد تصبح ضارة عندما تتجاوز المسؤوليات قدرات الطفل أو تستحوذ على جزء كبير من وقته، وهو ما يُعرف بـ"الاستبدال الأبوي". ويظهر هذا الوضع غالبا في الأسر التي تعاني من ضغوط شديدة أو خلل أسري أو احتياجات طبية خاصة. وقد يرتبط ذلك بزيادة مخاطر القلق والاكتئاب، وحرمان الطفل من تجارب الطفولة، وارتفاع احتمالات تعرض الإخوة الأصغر لإصابات غير مقصودة.

كما أن غياب الإشراف الكافي وفرض مسؤوليات تفوق مستوى النضج قد يؤديان إلى سلوكيات عدوانية أو مسيئة بين الإخوة، خاصة عندما يفتقر مقدم الرعاية الصغير للمهارات العاطفية اللازمة لإدارة الخلافات. وتزداد هذه المخاطر في البيئات الأسرية التي يسودها التوتر أو العنف أو ضعف الدفء الأسري.

ويشدد الخبراء على أهمية متابعة الوالدين المستمرة، نظرًا لأن الاعتداءات بين الإخوة غالبا ما تحدث داخل المنزل بعيدا عن أنظار الكبار. ويمكن لرعاية الإخوة، إذا أُديرت بشكل صحيح، أن تدعم النمو الإيجابي للأطفال، لكنها قد تتحول إلى مصدر خطر إذا غابت الرقابة والدعم.
 

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

ماذا يعني إجبار طفلك على عناق الآخرين؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC