دعا أطباء وخبراء في نمو الطفل الآباء إلى عدم إجبار أطفالهم على إظهار المودة الجسدية، مثل العناق أو القبلات، حتى مع الأقارب، مؤكدين أن احترام المساحة الشخصية للطفل يعزز سلامته النفسية والجسدية على المدى الطويل.
وأوضح مقال كتبته طبيبة أطفال لموقع "سايكولوجي توداي"، أن مواسم الأعياد غالبًا ما تشهد تجمعات عائلية يواجه فيها الأطفال ضغطًا لتقديم العناق بدافع المجاملة، رغم شعورهم بعدم الارتياح. ورغم أن الآباء قد يخشون إحراج الأقارب أو اتهام أطفالهم بقلة الأدب، فإن إجبار الطفل على المودة الجسدية يرسل رسالة خطيرة مفادها أن عليه تجاهل مشاعره لإرضاء الآخرين.
"مهارة وقائية"
تؤكد الطبيبة أن منح الأطفال الحق في التحكم بأجسادهم ومساحتهم الشخصية أكثر أهمية من تفادي أي إحراج اجتماعي. وتشير إحصاءات إلى أن نحو 10% من الأطفال يتعرضون لاعتداءات جنسية قبل سن 18 عامًا، وغالبًا ما يكون المعتدي شخصًا معروفًا للطفل، وفي كثير من الحالات من داخل العائلة. ولهذا، فإن تعليم الأطفال الاستماع إلى "صوتهم الداخلي" عندما يشعرون بعدم الارتياح يُعد مهارة وقائية أساسية.
وتضيف أن رفض الطفل للعناق لا يعني بالضرورة وجود خطر أو تجربة سلبية سابقة، بل قد يكون مرتبطًا بمراحل طبيعية من النمو، مثل الخجل أو القلق من الغرباء، وهي سلوكيات شائعة لدى الأطفال بمختلف الأعمار.
وتشدد على دور الآباء في دعم أطفالهم من خلال تقبّل مشاعرهم والتعامل معها بهدوء، واقترحت بدائل اجتماعية مثل التلويح باليد أو إلقاء التحية اللفظية بدل العناق، مع التأكيد أن رفض أي تواصل جسدي حق مشروع للطفل.
واختتمت الطبيبة بالتأكيد على أن خلق ثقافة وعي، لا ثقافة شك، هو جوهر الوقاية، مشيرة إلى أن تشجيع الأطفال على التعبير عن عدم الارتياح والإفصاح المبكر عن أي تفاعل مزعج يساعد على حمايتهم. ودعت الأسر إلى استغلال المناسبات الاجتماعية، ومنها الأعياد، لترسيخ رسالة مفادها أن جسد الطفل ملك له وحده، وأن احترام حدوده أمر غير قابل للتفاوض.