"المرصد السوري": استهداف سيارة على طريق مطار حلب الدولي
اتخذت قضية الوفاة الغامضة للطبيبة العراقية الشابة، بان زياد، منحىً جديداً بعيداً عن رواية الانتحار، ويرتبط بتعرضها للقتل الانتقامي بسبب تشخيصها لحالة أحد الأشخاص، ما تسبب بصدور حكم إعدام بحقه.
ولكن بياناً حكومياً رسمياً نفى تلك الرواية سريعاً، لتظل القضية التي تحظى باهتمام العراقيين، لغزاً ينتظر حسم سبب الوفاة الذي تقول عائلة الطبيبة إنه انتحارها، بينما يشكك زملاؤها وعدد كبير من المتعاطفين مع القضية في تلك الرواية.
وفارقت الدكتورة بان، والتي كانت تقدّم محتوىً طبياً على مواقع التواصل الاجتماعي، الحياة في منزل أسرتها في البصرة، يوم الإثنين قبل الماضي، لكن التحقيقات لم تؤكد حتى الآن صحة رواية العائلة عن انتحار ابنتهم.
ونفت دائرة صحة البصرة الادعاء الذي تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي ربط حادثة وفاة الطبيبة "بان" بقضية المتهم "ضرغام عبد السالم نعمة" من خلال الادعاء أن الطبيبة كانت ضمن لجنة لفحص السلامة العقلية للمتهم.
وقالت الصحة في بيان نشرته العديد من وسائل الإعلام العراقية، أن تلك المعلومات مغلوطة، وأنه لم يطلب من "بان" نهائياً أن تخضع المتهم "نعمة" لأي فحص خاص بالسلامة العقلية أو النفسية.
وأدانت محكمة عراقية قبل نحو شهر، نعمة، وهو شقيق زوجة محافظ البصرة، أسعد العيداني، بقتل زميلته الأستاذة الجامعية سارة العبودة، في جريمة صادمة وقعت، العام الماضي، وحكمت عليه بالإعدام شنقاً.
وكان من شأن تشخيص حالة القاتل بأنه غير سوي نفسياً أن يخفف من الحكم الصادر ضده في الغالب، لكن دائرة صحة البصرة نفت بشكل قاطع أن تكون الطبيبة "بان" ضمن لجنة فحص السلامة النفسية له.
وتحولت وفاة "بان"، لقضية رأي عام في مدينتها البصرة، سرعان ما انضم إليها عراقيون من مختلف أنحاء البلاد، للتشكيك في رواية انتحارها، والمطالبة بتحقيق مستقل في تهمة قتل.
وبعد نحو 10 أيام على وفاة أخصائية الطب النفسي، شهد العراق احتجاجاً ميدانياً، بينما يتابع نائب في البرلمان التحقيقات، وينظم متضامنون حملات ضغط في مواقع التواصل الاجتماعي، للتشكيك في رواية الانتحار وإبراز ضعفها.
واكتفت وزارة الصحة ونقابة الأطباء في العراق حتى الآن، بنعي الطبيبة الراحلة، وتنظيم تأبين لها، فيما قالت شرطة محافظة البصرة إنها ستعلن نتائج التحقيق في حال اكتمالها.
وأوضحت الشرطة في بيان، أن ذوي الطبيبة المتوفاة، لم يتقدموا بشكوى رسمية، وأنهم أشاروا إلى أن الحادث "انتحار" ناتج عن معاناة "بان" من اضطرابات نفسية.
وأضافت الشرطة أنها باشرت إجراءات التحقيق، ونفذت كشفًا فنيًا دقيقًا على مسرح الحادث من قبل مفارز الأدلة الجنائية، شمل جمع الأدلة المادية وتحريز الأداة المستخدمة لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، ونقل الجثة إلى دائرة الطبابة العدلية لاستكمال الإجراءات الفنية اللازمة.
يُشار إلى أن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة، يتابع القضية أيضاً، ويطالب بتحقيقات شفافة وتبديد الشكوك في الوفاة، بجانب تشكيل وزارة الداخلية للجنة مستقلة لتتابع تحقيقات شرطة البصرة أيضاً.