قبل فترة ليست ببعيدة، كان يُنظر إلى الأطفال الوحيدين على أنهم مدللون، وغير أكفاء اجتماعيا.
لكن الوضع تغير، ومع تزايد عدد الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء، ازدادت مكانتهم في المجتمع.
وتختلف الأسرة الصغيرة اختلافا جذريا عن الأسرة الكبيرة، وتربية طفل وحيد تحمل في طياتها تحديات ومكافآت مختلفة تماما، لذلك تعرّف على أهم النصائح لتربية طفل وحيد سعيد وصحي.
قد يحتاج طفلك الوحيد إلى فرص أكثر لممارسة المهارات الاجتماعية مقارنةً بطفل ينشأ في أسرة مليئة بالإخوة.
إليك بعض الطرق لتشجيع ودعم تنمية المهارات الاجتماعية.
تشجيع التفاعل مع الآخرين
لتجنب الشعور بالوحدة، يُكوّن بعض الأطفال الوحيدين صداقات خيالية أو روابط مع أشياء جامدة، كالدمى أو الحيوانات المحشوة.
مهما كان الاهتمام الذي تُغدقه على الطفل الوحيد، فهو أحيانا يحتاج فقط إلى شخص في مثل عمره ليتواصل معه.
ولهذا السبب، يجب ترتيب الأنشطة الاجتماعية بشكل متكرر للأطفال الوحيدين، بدءًا من بلوغهم حوالي 18 شهرا من العمر.
لا يمرّ الأطفال الوحيدون بتجارب علاقات الأخوة المضطربة، ولكن ما يُسمى "التنافس بين الأشقاء" قد يُساعد الأطفال على التعايش مع أقرانهم، حيث أن أمورا مثل خسارة اللعبة، وانتظار الدور، والانضمام إلى مجموعة قد تكون صعبة على الطفل الوحيد.
ولمساعدة الطفل الوحيد على النجاح في المواقف الاجتماعية، ينبغي على الوالدين:
إظهار كيفية المشاركة والتنازل وإظهار الاهتمام بالآخرين
مكافأة الأطفال عندما يكونون مراعين، وفرض عقوبات عليهم عندما لا يكونون كذلك
توفير الكثير من الفرص للأطفال الوحيدين لتقليد ما قد يتعلمونه في العلاقات بين الأشقاء
وفقًا لكيفن ليمان، الحاصل على درجة الدكتوراه، ومؤلف كتاب "ترتيب المواليد: لماذا أنت على ما أنت عليه"، قد يكون الأطفال الوحيدون منطقيين ومثقفين وواضحي التفكير لدرجة أنهم قد يصبحون جادين للغاية ولا يرون الجانب الفكاهي في الأمور.
مع أنه لا توجد طريقة محددة لتعليم شخص ما حس الفكاهة والمرح، كن قدوة حسنة: تجنب أن تكون صارما في التعامل مع الآخرين، وابتسم واضحك مع طفلك. غالبا ما سيتبعك.
قد يبدو أن طفلك الوحيد سيكبر طبيعيا وهو يتمتع باستقلالية نسبية، ولكن في بعض الحالات، قد يكون العكس صحيحا نتيجةً للاهتمام الزائد من الوالدين ومقدمي الرعاية.
إليك بعض الاستراتيجيات التي تساعد على تعزيز استقلالية طفلك الوحيد.
شارك في بعض المسؤولية
تربية طفل وحيد قد تُعزز علاقة وثيقة بين الوالدين والطفل. ومع ذلك، قد يعتمد بعض الأطفال الوحيدين عليهما بشكل مفرط في الدعم المعنوي، والمساعدة في الواجبات المنزلية، والترفيه، وقد يُعزز الآباء هذا الاعتماد دون قصد.
لمساعدة طفلك على أن يصبح أكثر استقلالية، كلفه ببعض المسؤوليات كالأعمال المنزلية، فالطفل الوحيد تماما كالطفل الذي لديه إخوة، يحتاج إلى تعلم كيفية إشغال نفسه والاستمتاع؛ فليس بالضرورة أن يكون الوالد هو المُسلي دائما.
يميل الأطفال الوحيدون إلى السعي للكمال، لذا إذا حاولتَ "إعادة" كل شيء صغير يفعلونه، مثل إعادة ترتيب سريرهم أو إعادة تنظيف رفٍّ نظفوه للتو، فإنك ستعزز عادات السعي للكمال التي قد تكون لديهم.
الأطفال الوحيدون الذين يقضون وقتًا طويلًا مع البالغين غالبا ما يشعرون بأنهم من الكبار؛ مما قد يدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم يستحقون أن يكون لهم رأي وسلطة متساويان.
وبينما يمنح العديد من آباء الأطفال الوحيدين أطفالهم رأياً في بعض شؤون الأسرة، فمن البديهي أن هناك العديد من القرارات التي يجب أن يتخذها الوالدان بمفردهما.