أعاد فيلم "هجرة" الفنانة السعودية خيرية نظمي إلى الأضواء بقوة بعد أن تألقت في شخصية الجدة الصارمة التي تجمع بين القوة والعاطفة في آن واحد، ضمن أحداث العمل اللافت الذي حصد جائزة "أفضل فيلم دولي" في مهرجان "فينيسيا"، كما تم ترشيحه كأول فيلم سعودي لجائزة الأوسكار.
وواصل الفيلم حضوره في مهرجان "البحر الأحمر السينمائي" بجدة، إذ فاز بجائزتي " اليسر" من لجنة التحكيم" و"العلا لأفضل فيلم سعودي".
وقالت نظمي إن "تقديمها لدور البطولة المطلقة في الفيلم جاء في توقيت شعرت فيه بأن علاقتها بالتمثيل أصبحت أوضح وأكثر هدوءاً، يحكمها الحس العالي بالمسؤولية، فضلا عن شعورها بأن حياتها الفنية بدأت بالفعل بعد الخمسين على يد هذا العمل".
وأوضحت في تصريحات إعلامية أن "التصوير في (هجرة) امتد على مدار ساعات طويلة يومياً، وعلى مدى شهرين ونصف الشهر تقريباً، وهو ما تطلَّب جهداً مضاعفاً، وانغماساً كاملاً في الشخصية".
وكشفت أن "تجسيد شخصية الجدة في الفيلم كان بمثابة تحدٍ حقيقي، لأن التوازن بين الصلابة والانكسار يحتاج إلى وعي نفسي دقيق، وقدرة على الإمساك بالتفاصيل الصغيرة"، لافتة إلى أن "الدور نقلها إلى منطقة تمثيلية أكثر كثافة، إذ يعتمد على الحضور الداخلي أكثر من الحوار المباشر".

وأضافت: "كثير من المشاهد اعتمد على النظرة أكثر من الكلمة، وعلى الصمت أكثر من الحوار، ورغم صعوبة الأمر فإنه كان ممكنا كنتيجة مباشرة للتدريب والتحضير المُسبَق بشكل جيد".
ومضت تكشف المزيد من أسرار تجسيد شخصية "ستي" في الفيلم، قائلة: "احتاجت الشخصية إلى وجه جامد ونظرة ثابتة، وحضور صامت يخلو من أي ليونة، حيث تحول التحكم في رمشة العين إلى تمرين يومي ومحاولة واعية للسيطرة على فعل طبيعي".
وأضافت: "هذه التجربة جعلتني أدرك أن التحكم في النظرة يكشف عن جوهر الممثل أكثر من التحكُّم في الكلام أو الحركة، لأن العين تفضح الإحساس قبل أن يُقال".
وتعزف قصة الفيلم على وتر الحوار بين الأجيال، من خلال إحدى الجدات التي تمضي في رحلة من الجنوب إلى مكة العام 2001، لكنها تفقد الحفيدة الكبرى في لحظة استثنائية دون قصد من أي منهما، فتمضي بحثًا عنها بصحبة الحفيدة الصغرى.
ويستلهم الفيلم، الذي أخرجته شهد أمين، مفردات البيئة المحلية التي تُبرز ملامح أصيلة في المجتمع السعودي؛ مثل خصوصية الأزياء والعلاقة المتفردة بين البشر والحيوانات، فضلًا عن عذوبة اللهجة، وتنوع الأماكن بين الحداثة والمجتمعات النائية المحافظة.