logo
منوعات

منها قناديل البحر.. هل يمكن للحيوانات بلا دماغ أن تفكر؟

قناديل البحرالمصدر: iStock

حتى من دون دماغ، يمكن لبعض الحيوانات مثل قناديل البحر وشقائق البحر والعُدار التعلم والتذكر والتفاعل مع بيئتها؛ ما يثير التساؤل حول طبيعة التفكير لدى الكائنات بلا دماغ.

رغم غياب الدماغ المركزي، تمتلك هذه الحيوانات خلايا عصبية منظمة في شبكات عصبية منتشرة، تتيح لها معالجة المعلومات الحسية وإصدار استجابات منسقة. فعلى سبيل المثال، يمكن لقنديل البحر الصندوقي ربط المؤشرات البصرية بإحساس الاصطدام بالعوائق؛ ما يساعده على التنقل، بينما تستطيع شقائق البحر تكوين ذاكرة ارتباطية، مثل ربط وميض ضوء بسيط بصدمة طفيفة لتتراجع عند رؤية الضوء لاحقًا دون الصدمة.

كما أظهرت الدراسات أن شقائق البحر يمكنها التعرف على جيرانها المتطابقين جينيًا وتعديل سلوكها الإقليمي وفقًا لذلك؛ ما يشير إلى قدرتها على التمييز بين "الذاتي" و"غير الذاتي". هذا السلوك التكيفي يمثل شكلًا أساسيًا من الإدراك، حتى من دون دماغ.

أخبار ذات علاقة

قناديل البحر البرتغالية

"الرعب العائم".. قناديل سامة تثير الذعر في شواطئ بريطانيا

وقال سيمون شبريشر، أستاذ علم الأعصاب في "جامعة فريبورغ": "تعريف التفكير يعتمد على المجال". ويفضل العلماء استخدام مصطلح "الإدراك" لوصف معالجة المعلومات واتخاذ القرارات لدى الحيوانات. وشرح كين تشينغ، أستاذ سلوك الحيوان بـ"جامعة ماكواريت"، أن الإدراك يشمل استخدام المعلومات من العالم لتوجيه السلوك.

وبينما تظهر جميع الحيوانات، بما فيها بلا دماغ، قدرات إدراكية أساسية تتجاوز ردود الأفعال البسيطة، لا يزال الخبراء غير متأكدين من قدرتها على الإدراك المتقدم الذي يتطلب الوعي أو الإدراك الذاتي.

وأشارت تامار لوتان، رئيسة مختبر بيولوجيا شقائق البحر بـ"جامعة حيفا"، إلى أن قناديل البحر وشقائق النعمان استمرت في البقاء لأكثر من 700 مليون سنة رغم غياب الدماغ، وأن شبكاتها العصبية تمكنها من استشعار التغيرات البيئية والتفاعل معها، وهو ما قد يمثل شكلًا بدائيًا من التفكير ونظامًا تكيفيًا فريدًا للبقاء.

باختصار، قد لا تفكر الحيوانات بلا دماغ مثل البشر، لكنها تظهر قدرة على التعلم والذاكرة وحل المشكلات؛ ما يوسع مفهوم الذكاء ويفتح آفاقًا جديدة لفهم الحياة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC