أظهرت دراسة أجراها علماء بريطانيون أن القدرات المعرفية العالية تضعف المبادئ الأخلاقية، والسبب في ذلك هو تطور التفكير التحليلي لدى المثقفين.
ووفقا لمجلة Intelligence، فإن النظريات التي تناولت العلاقة بين القدرات المعرفية والمبادئ الأخلاقية لا تزال محدودة، ونتائجها متضاربة.
ولتوضيح هذا الغموض، أجرى فريق من العلماء بقيادة تيموثي بيتس، أستاذ علم نفس الفروق الفردية في جامعة إدنبرة البريطانية، دراستين شككت نتائجهما في المفاهيم السائدة سابقا.
وشارك في الدراسة الأولى 463 بريطانيا (228 امرأة و235 رجلا)، بمتوسط أعمار بلغ نحو 43 عاما.
وأجري الاختبار على مرحلتين باستخدام منصة استطلاع إلكترونية؛ حيث ملأ المشاركون في المرحلة الأولى استبيانا حول المبادئ الأخلاقية، ثم خضعوا بعد أسبوعين لاختبار للقدرات المعرفية.
وكانت النتيجة مفاجئة للباحثين، حيث لم تكن العلاقة بين القدرات المعرفية والمواقف الأخلاقية صفرية أو إيجابية كما قد يُتوقّع، بل كانت سلبية، وبلغ متوسطها -0.16. أي أن الأفراد ذوي معدلات الذكاء الأعلى كانوا أقل تمسّكا بالمبادئ الأخلاقية.
ولتحقيق نتائج دقيقة، كرّر الباحثون تجربتهم على عينة ثانية تضم 857 مشاركا من المملكة المتحدة بمتوسط عمر 40 عاما، مستخدمين المنهج ذاته.
وأظهرت النتائج مجددا أن ارتفاع القدرات المعرفية يرتبط بانخفاض الاعتماد على الحدس عند التعامل مع المواقف الأخلاقية؛ ما يؤدي إلى التمسك الأضعف بالمبادئ الأخلاقية.
وصرّح البروفيسور تيموثي بيتس بأن النتائج تُعدّ أكثر موثوقية بفضل حجم العينة الكبير، واعتماد أدوات محسّنة لتقييم المبادئ الأخلاقية، إضافة إلى استخدام نموذج متعدد الأبعاد لقياس الذكاء.
وأشار بيتس إلى أن هذا لا يعني بالضرورة أن الأذكياء يفتقرون إلى الأخلاق، بل إن أخلاقهم لا تُبنى فقط على العاطفة والحدس، وإنما على التحليل العقلي والتشكيك المستمر في المشاعر والانفعالات.