تمكنت البعثة الأثرية المصرية الكندية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة أونتاريو من تحديد هوية صاحب مقبرة "كامب 23"، في منطقة العساسيف في البر الغربي بمحافظة الأقصر، التي تم الكشف عنها قبل أكثر من نحو 5 عقود، وفقًا لبيان رسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك".
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اليوم الخميس، أنه بالرغم من معرفة المقبرة من قبل، فإنه لم يستطع علماء الآثار تحديد هوية صاحبها وألقابه.
وأشار إلى أنه أثناء عمليات الحفائر التي أجرتها البعثة المصرية الكندية المشتركة في الفترة الماضية، تم التعرف على هوية صاحب المقبرة وأنها تخص شخص يدعى "اَمون مس"، عمدة مدينة طيبة خلال عصر الرعامسة، كما تم التعرف على عدد من ألقابه.
كما أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة المصرية الكندية المشتركة، هي الأولى التي تعمل داخل المقبرة منذ اكتشافها في سبعينيات القرن الماضي، مؤكدًا على استمرار أعمال الحفائر، ودراسة النقوش في المقبرة لمعرفة المزيد من المعلومات حول صاحب المقبرة ودوره في التاريخ المصري القديم.
من جهته، عبر السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار في مصر، عن سعادته البالغة بهذا الاكتشاف، قائلًا أنه يُعد خطوة جديدة تُضاف إلى سجل إنجازات البعثات المصرية الأجنبية المشتركة العاملة في مصر، ويعكس عمق التعاون العلمي المثمر مع المؤسسات الأكاديمية العالمية.
وأكد أن الكشف الأثري الجديد يمثل إضافة نوعية لفهمنا لحياة كبار المسؤولين في الدولة المصرية القديمة، مشدداً على دعم الدولة المصرية المستمر لجهود البحث والاكتشافات الأثرية، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية.
من جانبه، قال محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية في المجلس الأعلى للآثار، أن هناك العديد من القطع الأثرية والنقوش التي تم الكشف عنها من قبل في أماكن متفرقة بالبر الغربي في الأقصر تحمل ألقاباً أخرى لشخص يدعي "آمون مس" من بينها: مستشار الملك، الأب الإلهي لآمون، وجامع الضرائب، ورئيس خدمة المحاجر لبعثة الملك رمسيس الرابع إلى وادي الحمامات،إلا أنه لم يتم حتى الآن التأكد من أن هذه الألقاب تخص صاحب المقبرة، أم هي لشخص آخر يُدعى "آمون مس" شغل منصب عمدة طيبة في وقت لاحق لعصر الرعامسة.
وأوضح عبد الغفار وجدي رئيس البعثة من الجانب المصري، أن هناك بعض الأدلة على إعادة استخدام المقبرة فيما بعد، حيث عثرت البعثة على بقايا من الجص الملون الذي يغطي النقوش على الجدران المشيدة من الحجر الجيري، وبقايا جانبي المدخل الرئيسِ المشيد من مواد مختلفة، وأجزاء من بعض اللقى الأثرية كتماثيل الأوشابتي.
وبحسب البيان ذاته، تتميز المقبرة بأنها منحوتة في الصخر، ولها فناء مفتوح محاط من 3 جهات ببقايا جدران من الطوب اللبن، وبقايا صرح كبير من الطوب اللبن على الجانب الشرقي، كما يحيط بمدخل المقبرة نيشتان محفورتان في الجدران، حيث يشبه التخطيط المعماري للمقبرة تخطيط مقابر عصر الرعامسة، على شكل حرف T، وبها دهليز يؤدي من المقصورة إلى حجرة الدفن، كما تضم تماثيل منحوتة في الصخر في الصالة المستعرضة والمقصورة.
