أصبح دواء أوزمبيك، المستخدم بشكل واسع في علاج مرض السكري من النوع 2 ودعم فقدان الوزن، من الأدوية الأكثر شهرة أخيرا، لما حققه من نتائج في فقدان الوزن لمن يعانون السمنة أو زيادة الوزن.
وتحاكي أدوية منبهات مستقبلات GLP-1، التي ينتمي إليها أوزمبيك، بحسب تقرير نشره موقع ”Well+Good“، هرموناً طبيعياً في الجسم يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، والشهية، والهضم.
ومع ذلك، وعلى الرغم من تزايد شعبيته، فإن الدواء ليس خالياً من التحديات، من أبرزها تكلفته العالية والآثار الجانبية المحتملة.
واستجابة لهذه التحديات، بدأ بعض الأشخاص اتباع توجه جديد: تناول جرعات صغيرة؛ فبدلاً من تناول الجرعة الموصى بها من أوزمبيك، يتناول هؤلاء الأشخاص كميات أقل، على أمل الاستفادة من مزايا الدواء مع تقليل العيوب المرتبطة بالاستخدام.
وحظي هذا التوجه بشعبية على منصات مثل ريديت وتيك توك، إذ يشارك العديد من المستخدمين تجاربهم الناجحة مع هذه الطريقة.
ومع ذلك، يحذر الخبراء الصحيون من أن أوزمبيك والأدوية المماثلة مثل زيبووند، مونجارو، وويغوفي، معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فقط بجرعات محددة. وبالتالي، يتجاوز تناول الجرعات الصغيرة هذه التوصيات، مما يثير تساؤلات بشأن سلامتها وفاعليتها.
ما سبب تناول الجرعات الصغيرة؟
هناك عدة أسباب قد تدفع الأشخاص لاختيار تناول جرعات صغيرة، أحدها التكلفة، فمن دون التأمين الصحي، يمكن أن يصل سعر أوزمبيك إلى ما يقرب من 1000 دولار شهرياً، وهو عبء مالي دفع بعض المستخدمين للبحث عن طرق لتقليل تكاليف الدواء.
ومن خلال تقليل الجرعة أو تأجيل الحقن، يسعى المستخدمون لتقليل التكاليف مع الحفاظ على بعض الفوائد.
سبب آخر لتناول الجرعات الصغيرة هو تجنب الآثار الجانبية الشائعة للدواء، مثل الغثيان والتقيؤ والمشاكل الهضمية. فرغم أن بدء العلاج بجرعات منخفضة يعد جزءًا من النظام العلاجي القياسي لتقليل هذه الآثار، يعتقد بعض المستخدمين أن تناول جرعات صغيرة قد يقلل من الانزعاج دون التأثير على فاعلية الدواء.
كما أن بعض الأشخاص يتجهون إلى تناول جرعات صغيرة سعياً للحصول على أفضل النتائج مع أقل كمية من الدواء. في نظرهم، إذا كانت الجرعة الصغيرة تحقق النتيجة نفسها، فلماذا لا يتم تناول كمية أقل؟
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أهداف فقدان وزن معتدلة، قد يوفر تناول الجرعات الصغيرة بديلاً أقل كثافة عن الجدول العلاجي القياسي.
كيف يتناول الناس جرعات صغيرة من أوزمبيك؟
تختلف طرق تناول الجرعات الصغيرة. في السابق، كانت الصيدليات المركبة توفر نسخاً من السيماغلوتايد (المادة الفعالة في أوزمبيك وويغوفي) والتيرزيباتيد (المستخدمة في زيبووند ومونجارو). وقد سمحت هذه النسخ المركبة للمستخدمين بالتحكم في الجرعة باستخدام محاقن.
مع ذلك، عقب قرار من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لم تعد الصيدليات المركبة مسموحاً لها ببيع هذه الأدوية بشكل قانوني، رغم أن تأجيل التنفيذ سيستمر حتى مايو 2025.
ولا يزال بعض المستخدمين يحاولون التلاعب بأقلام الحقن المخصصة لهذه الأدوية، بتعديل عدد النقرات عند إعطاء الدواء لتقليل الجرعة. ورغم أن هذه الطريقة قد تكون فعالة للبعض، فإنها لا تضمن النتيجة المرجوة.
الفوائد المحتملة لتناول الجرعات الصغيرة
رغم أنه لم تتم دراسة تناول الجرعات الصغيرة من أوزمبيك بشكل موسع في الإعدادات السريرية، فإن هناك بعض الفوائد المحتملة وفقاً لمقدمي الرعاية الصحية.
تشير الدكتورة ريخا كومار، أخصائية الغدد الصماء في مستشفى نيويورك-برسبتريان، إلى أن تناول الجرعات الصغيرة قد يُحسن الالتزام بالعلاج، خاصة للأشخاص الذين يعانون آثارا جانبية شديدة.
ومن خلال البدء بجرعات منخفضة، قد يتمكن بعض المرضى من إدارة أعراضهم بشكل أكثر فاعلية، مما يؤدي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد تناول الجرعات الصغيرة على التخفيف من التكلفة المرتفعة لهذه الأدوية، مما يجعلها أكثر سهولة لمن هم في حاجة إليها ولكن على ميزانية محدودة.
المخاطر والعيوب
على الرغم من الفوائد المحتملة، فإن تناول الجرعات الصغيرة يحمل مخاطر كبيرة، فالأدوية من فئة منبهات مستقبلات GLP-1 ليست مصممة لاستخدامها بجرعات أصغر من تلك الموصى بها، وقد لا توفر الجرعات الصغيرة النتائج المرجوة.
يقول الدكتور مير علي، المدير الطبي في مركز ميموريال كير للجراحة وفقدان الوزن: "لا نرى هذا كحل فعال. قد يشعر المرضى بالإحباط إذا لم يحصلوا على النتائج التي يتوقعونها“.
