لطالما ارتبطت صناعة الأزياء بالنحافة، ولكن في العام 2010، ظهرت حركة تقبل الأجسام التي دعت إلى الشمولية وقبول الأجسام بمختلف الأشكال، ودعم هذا التوجه إطلاق علامات تجارية مثل "سافاج إكس فنتي" لريانا، التي عرضت جميع أنواع الأجسام على منصاتها، بالإضافة إلى تأثير عائلة كارداشيان في تغيير معايير الجمال.
ومنحت حركة تقبل الأجسام العارضات الممتلئات الفرصة للظهور على المنصات، ما كان يُعد ثورة في عالم الموضة.
أدوية خسارة الوزن
لكن في تقرير جديد، كشفت "بي بي سي" البريطانية أن حركة تقبل الأجسام بدأت تتراجع في السنوات الأخيرة، مع تزايد استخدام أدوية مثل "أوزمبيك" للمساعدة على فقدان الوزن.
وأضاف التقرير أن المشاهير والمؤثرين يعتمدون على هذه الأدوية للحصول على مظهر النحافة الذي أصبح رائجاً، ما أدى إلى عودة تفضيل النموذج النحيف في الأزياء.
ووفقاً لتقرير "فوغ" لعام 2024، كانت العارضات الممتلئات يمثلن 0.8% فقط من مجموع 8800 إطلالة عبر 230 عرضًا.
وفي الوقت نفسه، أشار شون باين، مدير تجميل العلامة الفرنسية "فورساك"، إلى أن العديد من العلامات التجارية تراجعت عن الشمولية بعدما أدركت أن نموذج الملابس النحيف يحقق مبيعات أكبر.
وقال باين "تبنت العلامات التجارية حركة تقبل الأجسام في البداية؛ لأنها كانت تُعد فرصة تجارية، ولكن عندما بدؤوا في ملاحظة تراجع الأداء التجاري، عادوا للاعتماد على النماذج النحيفة".
رغم ذلك، يصر المصمم تشارلز جيفري على أن التنوع والشمولية لا يجب أن تكونا مجرد "موضة" مؤقتة، بل جزءاً من المسؤولية الأخلاقية للمصممين، في عرضه خلال أسبوع الموضة في باريس، أكد أن الأجسام المختلفة جزء لا يتجزأ من عمله وإلهامه.
وفي النهاية، تبقى صناعة الأزياء في حالة تحول مستمر، ويظل سؤال "هل سيعود التنوع في الأجسام؟" موجوداً في ظل ضغوط السوق والتغيير الاجتماعي.