حالة من التفاعل الإيجابي شهدتها منصات التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة إزاء مبادرة "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" في مصر، إثر إصداره قرارًا رسميًا يتضمّن ضوابط صارمة لتنظيم تناول مرض السرطان عبر الوسائل الإعلامية المختلفة.
ويشكو كثيرون من أن التناول لهذا المرض بات يتضمن ممارسات مرفوضة أبرزها إثارة الذعر لدى المشاهدين وكأن "الموت الوشيك" هو النهاية الوحيدة المحتومة، فضلًا عن المبالغة في إظهار مآسي المرض تمهيدًا للحصول على تبرعات لصالح المستشفيات والمعاهد المتخصصة.
وأشاد نشطاء بمباردة المجلس الأعلى للإعلام باعتبارها تأتي في وقت كثرت فيه الانتهاكات في هذا السياق، مشيرين إلى أن الالتزام بالمبادرة لن يكون فوريًا في ظل تراث قديم من التعامل الخاطىء رغم حسن نية صناع المحتوى الإعلامي.
ووجّه المجلس، في بيان رسمي، بضرورة استخدام المصطلح العلمي الصحيح وهو "أمراض الأورام" دون اللجوء إلى تسميات درامية أو توصيفات مثيرة مثل "أشد أنواع البلاء"، وهي عبارة اعتادت بعض وسائل الإعلام استخدامها لجذب تعاطف الجمهور.
كما ألزم القرار وسائل الإعلام بعدم التطرق إلى تفاصيل الأعراض الجسدية المصاحبة للعلاج أو المرض، مثل تساقط الشعر أو حالات الوهن العام، حفاظًا على الخصوصية واحترامًا للمريض.
كما يجب الحصول على موافقة خطية مسبقة من المريض أو ولي أمره قبل عرض أي حالة، وتجنّب عرض الصور الشخصية أو أي بيانات قد تكشف عن هوية المريض.
ودعا المجلس إلى التركيز على الهدف من عرض المحتوى، سواء كان توعويًا أو لجمع التبرعات، دون التوسّع في التفاصيل المؤلمة التي قد تُستخدم لاستدرار التعاطف.
كما ألزم وسائل الإعلام بذكر المصادر الطبية الموثوقة التي يتم الاستناد إليها خلال عرض المعلومات، في خطوة تهدف للحد من تداول معلومات مغلوطة أو غير دقيقة حول طرق العلاج أو تشخيص المرض.
وشدد المجلس على أن "الإدارة العامة للرصد الإعلامي" ستتولى متابعة تنفيذ هذه التعليمات، ورصد أي مخالفات قد تظهر في المحتوى المقدم، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الجهات المخالفة.