يسعى معظم الآباء إلى تربية أطفال سعداء، وغالبا ما يربطون السعادة بتوفير المزيد من الأنشطة والفرص والرفاه المادي، إلا أن خبراء في التربية والصحة النفسية يحذرون من أن بعض السلوكيات اليومية الشائعة قد تؤدي، من دون قصد، إلى تقويض شعور الأطفال بالفرح والاستقرار النفسي.
ويؤكد مختصون وفقا لموقع "allprodad"، أن النوايا الحسنة لا تعني بالضرورة نتائج إيجابية، مشيرين إلى ثلاث ممارسات أساسية يرى الخبراء أنها من أكثر العوامل التي “تسرق” سعادة الأطفال على المدى الطويل.
يرى خبراء علم النفس الأسري أن إبقاء الأطفال في حالة انشغال مستمر بالأنشطة والشاشات قد يبدو حلاً عمليًا للأهل، لكنه ينعكس سلبا على صحتهم النفسية.
ويقول الخبراء، إن “الجدول المزدحم يخلق وهم السعادة، لكنه في الواقع يقلل من الوقت النوعي الذي يحتاجه الطفل لبناء علاقة آمنة ومستقرة مع عائلته”.
وتشير دراسات نفسية إلى أن قوة الروابط الأسرية تعد من أهم مؤشرات سعادة الأطفال، لافتة إلى أن التفاعل اليومي البسيط، مثل الحديث واللعب المشترك، أكثر تأثيرا من كثرة الأنشطة الخارجية.
ويرى الخبراء أن التركيز المستمر على ضغوط الحياة ومشكلاتها يجعل الأجواء المنزلية مشحونة؛ ما ينعكس مباشرة على الأطفال.
مضيفين أن “الأطفال يتأثرون بمزاج والديهم أكثر مما يتأثرون بالكلمات، وإذا كان الوالدان غارقين في القلق والتشاؤم، فإن ذلك يسلب الطفل شعوره بالمرح والأمان”.
ويؤكد مختصون أن اللعب والضحك والتعامل بخفة مع المواقف اليومية عناصر أساسية في بناء شخصية متوازنة، مشددين على أهمية منح الأطفال مساحة للمرح بعيدا عن الجدية المفرطة.
يحذر خبراء الصحة النفسية من أن تجاهل الآباء لصحتهم الجسدية والنفسية بحجة التضحية من أجل الأسرة قد يأتي بنتائج عكسية.
ويقول أحد المختصين إن “الوالد المنهك والمتوتر لا يستطيع أن يمنح أطفاله الدعم العاطفي الذي يحتاجونه، حتى لو كان ذلك بحسن نية”.
ويضيف أن الأطفال يتعلمون من خلال القدوة، وعندما يرون والديهم يهملون صحتهم، فإنهم يتبنون الفكرة ذاتها عن الحياة والاهتمام بالذات.
ويجمع الخبراء على أن تربية أطفال سعداء لا ترتبط بالكمال أو الوفرة المادية، بل ببيئة أسرية متوازنة، ووالدين يتمتعان بصحة نفسية جيدة، وقدرة على التفاعل الإيجابي، ووقت حقيقي مشترك يعزز الشعور بالأمان والانتماء.
