في عرض استثنائي يجوب العالم، خطفت فرقة مسرحية بيروفية الأنظار بأدائها لمسرحية "هاملت" الأشهر للكاتب الإنكليزي وليام شكسبير، مقدِّمةً نموذجًا ملهماً لكسر الحواجز والأحكام السابقة بحق المصابين بمتلازمة داون.
وتقدِّم الفرقة، التي تضمّ ثمانية ممثلين، عروضها حاليًا في مركز باربيكان لفنون الأداء بلندن، وسط ترحيب جماهيري واسع.
وعبّرت كريستينا ليون (32 عامًا)، إحدى نجمات العرض، لوكالة فرانس برس عن فخرها قائلة: "نثبت أنّنا قادرون على الاندماج والعمل والدراسة، وأن لا شيء يمنعنا من تحقيق ما نصبو إليه".
وجاءت فكرة تأسيس هذه الفرقة قبل سبع سنوات، عندما قرر خايمي كروث، الذي كان يعمل موظف استقبال في مسرح "لا بلازا" في ليما أن يحقق حلمه بأن يصبح ممثلاً، متحديًا كل المعوقات.
وخلال نشاط داخلي، عرّف خايمي نفسه قائلاً: "أنا ممثل"، وهو ما لفت انتباه المديرة الفنية شيلا دي فيراري التي قررت تطوير هذا المشروع الطموح.
دي فيراري التي اقتبست نص "هاملت" ليناسب الأداء الجماعي، رأت في لقاء خايمي فرصة لكسر التحيّزات العميقة حيال ذوي متلازمة داون، مؤكدةً أن التجربة المسرحية لم تغيّر الجمهور فقط، بل غيرتها شخصيًا.
ومنذ ثلاثة أعوام، بدأت الفرقة تجوب العالم، مقدمةً عروضها في إسبانيا، وصولاً إلى 35 مدينة هذا العام بينها سيؤول، ملبورن، تورونتو، نيويورك، شيكاغو. ويتم الأداء باللغة الإسبانية مع ترجمة فورية لغير الناطقين بها.
ووصف مانويل غارثيا (32 عامًا)، أحد الممثلين، مشاركته بأنّها شكل من أشكال إثبات الذات قائلاً: "في مجتمعاتنا، غالباً ما يُقال لنا إنّنا لا نستطيع، لكننا هنا نثبت العكس".
تؤكد دي فيراري أنّ هذا العمل هو "نوع من المقاومة"، مشيرةً إلى أهمية الدفاع عن قيم التنوع والمساواة في عالم يواجه اليوم تحديات متزايدة.