ينافس المخرج السعودي بلال البدر، في فيلمه القصير (علكة)، بطل العمل السينمائي ذاته، بجانب منافسة أفلام أخرى تشارك في مهرجان أفلام السعودية الذي ينطلق بعد يومين.
واحتاج البدر لجهد فني كبير في إنجاز فيلمه رغم أن مدته عشر دقائق فقط، وهو ما تجلى في اختيار "علكة" للمشاركة في المهرجان الثاني له في غضون أربعة أشهر فقط.
فالبطل ليس إلا طفل لم يسبق له التمثيل، كما أنه من المصابين بمتلازمة داون، ما جعل من تدريبه على دور البطولة عملاً مجهداً للغاية.
والمشاهد التي تُعرض في عشر دقائق، أعيد كل منها عشرات المرات قبل الوصول للأداء المطلوب والمرضي للمخرج في تجربته الإخراجية غير الاعتيادية.
ويعكس المشهد الأول من الفيلم، جانباً من المجهود الكبير لإنجاز الفيلم بالكامل، فقد أعيد تصوير ذلك المشهد 47 مرة، قبل ظهوره للمشاهدين بالشكل النهائي.
ورغم إعادة تصوير المشاهد مرات ومرات، فمن اللافت أن اختيار الطفل عزام ليكون بطل الفيلم لم يكن سهلاً أيضاً، وتطلب رحلة بحث طويلة في دور حضانة الأطفال من ذوي متلازمة داون.
وبجانب المجهود الفني للمخرج وبطله، فإن الفيلم يقدم جرعة كبيرة ونقية من المشاعر، فالحب عند ذوي متلازمة داون، يكون صافياً بنسبة مئة بالمئة.
كما تسيطر المشاعر التي تعكسها النظرات وبعض التصرفات الجسدية من رقص أو شرود، على القصة بدلاً من الحوار القادم من العقل الذي يضع حدوداً للمشاعر.
ويتميز "علكة" بإنه فيلم للمشاعر، والحب على وجه الدقة، وكيف تؤثر تلك المشاعر في حياتنا وتصرفاتنا في أول مرة نجربه بها.
وحرص البدر على ترك فيلمه بعيداً عن حالة التعاطف والشفقة أو المثالية التي تلاحق الأبطال ذوي الاحتياجات القصة، وقدم الطفل "سعد" بواقعية تبقيه مجسداً لتجارب المشاهدين الأولى مع الحب.
وفي عشر دقائق، يترك المخرج بلال البدر لمشاهدي فيلمه التأثر بما يعيشه "سعد" من مشاعر، أو الانتباه لكون مشاعر الحب لا تعرف سناً محددة ولا تستثني المصابين بمتلازمة داون، وربما يدعوهم لاسترجاع تجاربهم السابقة مع الحب المبكر جداً.
وينافس "علكة" في المسابقة الرسمية لمهرجان أفلام السعودية في نسخته الحادية عشرة، والتي تنطلق من الخميس 17 أبريل/نيسان الحالي وحتى الأربعاء 23 من الشهر نفسه.
وهذا ثاني حضور للفيلم بعد عرضه العالمي الأول في برنامج "سينما السعودية الجديدة" بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته السابقة التي أقيمت ما بين 5 وحتى 14 ديسمبر/كانون الأول من عام 2024.
والفيلم من تأليف بلال البدر أيضاً، وهو بطولة عزام الخرعان، أحمد التركي، العنود عبد الله، ومديرة التصوير ريتا حجار، وقام بمهمة تدريب الممثلين شيروان حاجي.