logo
منوعات

"أيتام الجبال".. مكاشفة إنسانية تمسّ قارئها حتى شغافه‎

"أيتام الجبال".. مكاشفة إنسانية تمسّ قارئها حتى شغافه‎
الروائية نجاة عبد الصمدالمصدر: إرم نيوز
09 يوليو 2025، 6:23 م

"أيتام الجبال"؛ عنوان الرواية الجديدة للكاتبة السورية الدكتورة نجاة عبد الصمد، التي تغوص في جوّانيّات جماعة الموحّدين الدروز في سوريا، وكذلك إمبراطورية السوفييت أوان احتضارها.

وتقول نجاة عبد الصمد إن "ما بين فضاءي السويداء جنوبي سوريا وأوكرانيا السوفييتية تمنح (أيتام الجبال) للجرح قيمته ومعناه، وتجرؤ على استنطاق كل مساحات الصمت والمسكوت عنه".

غلاف رواية "أيتام الجبل"

وتضيف في لقاء خاص مع "إرم نيوز": لا أدري إن كانت مصادفةً سعيدةً أم تعيسة أن تصدر روايتي في هذا الوقت حيث يُسلّط الضوء في السنتين الأخيرتين على الدروز. إنما وخارج هذه المصادفة، آن الأوان لكل الخائفين من بعضهم بعضاً أن يمدوا أياديهم ويتصافحوا بالأفكار لا بأسلحة القتل".

أخبار ذات علاقة

الكاتب العُماني محمود الرحبي

محمود الرحبي لـ"إرم نيوز": الأدب العُماني يعيش "حيوية لافتة"

وتضيف: "هي دعوةٌ لمكاشفةٍ إنسانيةٍ بيننا نحن المختلفين في طرق الإيمان بربٍّ واحد. وإن كان على أحدنا أن يبدأ، فلماذا أنتظر مبادرة الآخر؟ لأبدأ بنفسي، وأنا على استعدادٍ لدفع الثمن".

الرواية الصادرة حديثاً عن كلّ من منشورات ضفاف في لبنان، ومنشورات الاختلاف في الجزائر، ودار سامح في السويد، تسرد عوالم مثيرة للجدل، ولكن ما الذي ألهم الدكتورة نجاة عبد الصمد لكتابة هذه الرواية.. هل كانت حادثة معينة أم شخصية التقتها أم فكرة راودتها في لحظة غير متوقعة؟

أخبار ذات علاقة

المنتج اللبناني صادق الصباح

من معرض أبوظبي للكتاب.. صادق الصباح يحوّل 15 رواية إلى أعمال درامية

 تقول الكاتبة: "لم تتنزل عليّ كإلهامٍ (لطيف)، ولا بسبب حادثةٍ أو شخصيةٍ التقيتُها أو فكرة هبطتْ في لحظةٍ ما. حكايتي الشخصية مع كتابة "أيتام الجبال" أوسع وأبعد من هذا كله. بدأتُ بكتابتها عام 2012، بعد صدور روايتي الأولى "بلاد المنافي"، أكتب فيها وأراكم فصولها".

وتسرد قائلة: "عشر سنواتٍ وأنا أكتب وأمحو وأعيد.. ثم أركنها.. وأكتب خلال هذي المدة خمسة كتب، وأتدرّب على الشجاعة والجرأة على اقتحام الزوايا المظلمة في نفسي ومجتمعي إلى أن تفرّغتُ لها وحدها في السنوات الثلاثة الأخيرة".

وتشير المؤلفة إلى أن الرواية "تتضمّن رسالتين متوازيتين: إلى مجتمعي نفسه، وإلى كلّ (آخر) مختلف.. لنفكّك اليقينيات السائدة، والعداوات المتوارثة بيننا من دون تفكير، لننتبه نحن أهل القاع كم يجمع بيننا الكفاح من أجل العيش وكم نهدر حين لا نؤمن بفردانية كل إنسان".

أخبار ذات علاقة

رواية صلاة القلق

بعد فوزها بـ "البوكر".. ما سر تميز رواية "صلاة القلق"؟

وبشأن التحديات الأكبر التي واجهت نجاة عبد الصمد خلال رحلة الكتابة، ولا سيما في تقاطعاتها أو إسقاطاتها على الواقع الحالي للدروز، تقول "كان تحدّيّ الأكبر في الانتصار لمهمة الأدب أن يُخرج قُرّاءه من ركود العقل، وأخصّ منهم جيل الشباب الحاضر في ذهني أبداً وأنا أكتب".

وتابعت: "من هنا كان هاجسي الدائم في ألّا أفسد الإصغاء إلى نفسي وحدها خارج كلّ رقيب، أن أكتب ما قد تخالفني غالبية مجتمعي الرأي حوله، فقلائل من يرغبون بمغادرة مساحاتهم الآمنة، ويفضّلون المراوحة فيها، بينما يتوق جيل الشباب إلى حكايةٍ واقعيةٍ ملهمة، يتفكّر فيها، يواجه تناقضاته عبرها، ويتعلّم كيف يصنع حكايته الشخصية التي تشبهه وحده كإنسانٍ فريد. هنا قد تصبح "سبيل" ووالدها "حسن"، الشخصيتان الرئيستان في "أيتام الجبال" مثالاً واقعياً على قوة الحلم إذ نمسك به حين تلفّنا العتمة".

وتختتم نجاة عبد الصمد حديثها لـ"إرم نيوز" بالقول: "أنا طمّاعة. أتمنى لو تمسّ قارئها حتى شغافه، حدّ أن يشعر، وهو يسير فيها، أنها مكتوبةٌ عنه، أو من أجله وحده!".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC