يعد الكاتب محمود الرحبي أحد أبرز الأصوات على ساحة الأدب العماني حيث توالت أعماله في مجالي الرواية والقصة القصيرة لتكشف عن مبدع له عوالمه وأجواؤه وفضاءاته السردية اللافتة التي تتسم بجماليات السرد والطابع الإنساني، حيث يقول إن "الأدب العُماني يعيش حالة من الحيوية اللافتة".
ومن أبرز أعماله "طبول الوادي"، "صرخة مونش"، "أرجوحة فوق زمنين"، "حديقة السهو"، "المموه".
في هذا الحوار يتحدث الأديب العماني إلى "إرم نيوز" عن أبرز ملامح تجربته وأفكاره ونظرته للكتاب وقضايا الثقافة الراهنة.
لا أعرف السبب الدقيق ولكن أتمناه أن يكون جماليًّا، فعادة ما يتم الاحتفاء فقط بالأعمال الإبداعية التي تحصل على جوائز، ولكن أن يتم التفاعل النقدي والقرائي لأعمال في الظل فهذا مراد أي كاتب. وأقصد بالظل هنا الابتعاد عن الفوز بجائزة ما وما يصاحبه عادة من ضجة وصخب.
نعم، ربما هذا هو السبب وإن كان تقديم هذا الوجه غير النمطي يحدث مني بصورة غير مقصودة.
وعمومًا، فإن الإنسان محور كل قصة أو رواية مهما كان مهمشًا أو مغتربًا، فحياته عادة على بساطتها تجتذب الكاتب وكذلك الباحث.
القريبون من الأرض هم قريبون أيضًا من اشتغالات السرد. يحدث كل ذلك معي بشكل تلقائي دون تعمد أو افتعال.
رواية ترصد فترة لن تعود كما ذكرت في مقدمة العمل حيث أتناول منطقة "وادي السحتن" التي تضم بضع قرى في جبال عمان وتتميز بوفرة الثمار.
تغيرت الحياة هناك وتحولت بصورة سريعة، ولكن هذا الماضي بكل دهشته وطفولته وفطرته وأيضًا إكراهاته وصعوباته يمكن أن يكون مادة ثرية للسرد ولبناء حدث يتطور.
هذا ما سعت إليه "طبول الوادي" عبر رصد زمني لفترة قريبة ولكنها مضت من الحياة في عمان وذلك عبر الصبي "سالم" الذي يبحث عن فضاءات لحياته تختلف عن تلك التي اعتاد ونشأ عليها في قريته.
نعم، حدث معي ذك كثيرًا، لكن هناك ملابسات مختلفة تحكم الأمر، فقد كان عندي عمل غير مكتمل هو "المموه" الذي جاء على هيئة نص روائي قصير "نوفيلا" واشتغلت عليه وصدر بالتزامن مع " طبول الوادي".
وجاءت "المموه" قصيرة لأن الحجم عادة ما تفرضه الفكرة وإذا طال كثيرًا فربما يدخل الكاتب في محاذير الحشو والإطناب والملل.
الجوائز تأتي في طريق الكاتب أو على ضفاف هذا الطريق وليس بالضرورة أن تكون مقصدًا. الكاتب يُفترض أن يهتم بتجويد مادته الإبداعية أوّلا، ثم إذا أراد المشاركة بها في مسابقة ذات بعد تنافسي عربي فهذا مشروع.
وإذا ظهر العمل في القوائم المرشحة فسيساعد ذلك على ترويجه. أشير هنا لجائزة "الشيخ زايد للكتاب" التي أسهمت في تعريفنا بكتب مهمة سواء في الإبداع أوالنقد أوالدراسات أو الترجمة.
عادةً أراوح في كتابتي بين القصة والرواية وأرى أنهما حقلان متقاربان يمكن من خلالها التنزه بحرية، كتابة وقراءة. والعبرة في النهاية بجودة النص وقدرته على إثارة الدهشة لدى القارئ وتحفيز مخيلته.
ثمة حيوية لافتة يعيشها الأدب العماني حاليًّا ويتجلى ذلك عبر العديد من المؤشرات منها ما شهدناه من أعمال روائية وجدت مجالها وحققت نجاحها القوي خاصة في المسابقات الكبرى خارج عمان، مثل: رواية "تغريبة القافر" لزهران القاسمي التي حصلت على جائزة "البوكر العربية" ورواية "سيدات القمر" لجوخة الحارثي التي فازت بـ "البوكر الدولية".