حالة من الحزن انتابت العشرات من الأدباء المصريين إثر الإعلان عن رحيل الإذاعية المخضرمة هدى العجيمي عن عمر ناهز 89 عامًا خلال إجرائها عملية جراحية لتغيير مفصل الركبة.
وقدمت الراحلة عبر عقود ممتدة أشهر برنامج إذاعي في اكتشاف وتقديم المواهب الأدبية الشابة في القصة القصيرة والشعر والرواية والمسرحية، فضلًا عن النقد الأدبي، والذي حمل عنوان "مع الأدباء الشبان" والذي يدين له مشاهير الأدباء اليوم بأجمل الذكريات.
تخرجت العجيمي في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، والتحقت كمحررة أخبار في قسم "الاستماع السياسي" بالإذاعة المصرية في الستينيات، وسرعان ما تم تعيينها مذيعة بقسم المنوعات بـ " البرنامج العام" برئاسة أسطورة الإذاعة صفية المهندس التي أسندت إليها إخراج أطول مسلسل إذاعي هو "عيلة مرزوق أفندي".
ولدت العجيمي عام 1936 بمحافظة بورسعيد، وحين تقدمت لاختبار المذيعين الذي تنظمه الإذاعة، كانت الفتاة الوحيدة من بين المتقدمين الذين فاق عددهم 200 شاب، لم ينجح منهم سوى 19.
وقدمت العجيمي للمكتبة العربية عددًا من المؤلفات مثل "الإذاعة المصرية.. قصة عشق"، و"رؤى نقدية"، فضلًا عن رواية "سنوات الحرب والحظ".
وحملت تعليقات الأدباء عبر صفحاتهم بموقع "فيسبوك" الكثير من المحبة والامتنان للإعلامية القديرة، كما في منشور الشاعر أشرف قاسم الذي جاء فيه "كانت الفاضلة هدى العجيمي تدع المجال للناقد ليبدي رؤيته دون مقاطعة في عمل الأديب الشاب، ولا إظهار ديكتاتورية مقدمي البرامج التي نراها الآن على شاشات التلفزيون ونسمعها عبر محطات الإذاعة".
وأضاف قاسم "استضافت من خلال البرنامج العريق كبار النقاد ليعلقوا على إبداعات الشباب، مثل الدكتور صلاح فضل والدكتور محمد حسن عبد الله والشاعر فاروق شوشة ورجاء النقاش وغيرهم، ولك أن تتخيل أديبًا شابًا يناقش عمله إحدى هذه القامات السامقة".
وقال رضا سليمان "لم تكن مجرد صوت إذاعي، بل كانت حاضنة للأمل، مشجعةً بحب، حريصةً على الكلمة الطيبة، والروح النقية، لا تزال كلماتها العذبة ترنّ في أذني.. كلماتها الجميلة، ومواقفها المشجعة، وثناؤها الرقيق الذي سمعته ذات مساء عبر محادثة هاتفية، لا يزال يسكن الذاكرة والقلب".