أصبح الحديث عما يعرف بـ "غرف الاكتئاب" شائعًا على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك، حيث ينشر الناس مقاطع تصور غرفهم أو منازلهم المزدحمة بالملابس المتسخة والأطباق القذرة وعلب الطعام، نتيجة فقدان القدرة على الاعتناء بالمساحة المحيطة أثناء نوبات الاكتئاب.
ويوضح دايتون أولسن، اختصاصي استشارات معتمد في فيرجينيا، أن "غرفة الاكتئاب" تعكس الحالة النفسية الداخلية للفرد، مشيرًا إلى أن الفوضى في المكان ليست كسلاً أو إهمالًا، بل علامة على ثقل الحياة الداخلية أو فقدان السيطرة على الذات.
ويضيف كوبي كامبل، اختصاصي الصحة النفسية في نورث كارولينا، أن "الاكتئاب يعيق الوظائف التنفيذية للدماغ، ما يجعل القيام بالمهام اليومية أمراً مرهقًا للغاية".
وفقًا للتايشا كالدويل-هارفي، اختصاصية وعالمة نفس، فإن تنظيف غرفة الاكتئاب يمكن أن يكون وسيلة لكسر حلقة التغذية المرتدة السلبية بين الأفكار والمشاعر والسلوكات. وتوضح أن القيام بسلوكات بسيطة مثل ترتيب الغرفة لخمس دقائق فقط يمكن أن يولد شعورًا بالإنجاز ويعزز الأمل تدريجيًا.
وتشير الدراسات أيضًا إلى أن بيئة المنزل تؤثر مباشرة على الصحة النفسية، فالمساحات المرتبة توفر شعورًا بالأمان، بينما المساحات الفوضوية تزيد من التعب والاكتئاب، بحسب كامبل.
لكن اختصاصيين يحذرون من اعتبار تنظيف الغرفة علاجًا وحيدًا، فالاكتئاب السريري يحتاج إلى دعم متخصص، سواء عبر العلاج النفسي أو الأدوية.
ويضيف أولسن أن تنظيم الروتين اليومي وإنشاء هيكل للحياة المنزلية يمكن أن يساعد في تحسين المزاج، لكن الدعم المهني يبقى أساسياً للشفاء طويل الأمد.
وكانت الكلمة الأخيرة لكامبل أن: "الاعتناء بمساحتك هو جزء من الاعتناء بنفسك، وهو يحتاج إلى خطوات صغيرة ومتواصلة لتعزيز الشفاء الحقيقي."