logo
منوعات

دراسة: العنف يترك أثره على جيناتنا لأجيال قادمة

دراسة: العنف يترك أثره على جيناتنا لأجيال قادمة
لاجئون سوريون في المخيماتالمصدر: رويترز
06 مارس 2025، 7:17 ص

كشفت دراسة حديثة أن الحياة المليئة بالضغوط التي قد تترك آثاراً على شفرتنا الجينية، قد تنتقل بعض آثارها إلى أطفالنا.

وأثبت فريق دولي من الباحثين الآليات الفيزيائية وراء الصدمات التي تنتقل بين الأجيال لدى البشر، موضحين لماذا يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الشدائد أكثر عرضة للإصابة بحالات الصحة العقلية، مثل: القلق والاكتئاب، رغم عدم تعرضهم للأحداث السلبية بأنفسهم.

وقام الباحثون بتحليل الحمض النووي الذي تم جمعه من 48 عائلة سورية على مدى ثلاثة أجيال، وشملت هذه العائلات جدات أو أمهات فررن أثناء الحمل من حصار ومذبحة حماة عام 1982 أو حرب عام 2011.

أخبار ذات علاقة

البرلمانية المصرية مي أسامة رشدي

مصر.. برلمانية تطالب بحذف مشاهد العنف والتدخين في دراما رمضان

 وبالتعاون الوثيق مع هذه العائلات التي تعيش الآن في الأردن، تمكن الباحثون من جمع عينات 131 فردًا، ثم تحليلها بحثًا عن أي تحولات في التوقيعات الجينية . 

وباستخدام العائلات التي غادرت سوريا قبل عام 1980، وجد الفريق تعديلات في 14 منطقة جينومية مرتبطة بالعنف لدى الأفراد الذين شاركت جداتهم في هجوم حماة عام 1982.

وعلاوة على ذلك، استمرت ثمانية من هذه التعديلات حتى الأحفاد، الذين لم يتعرضوا للعنف بشكل مباشر. 

وأظهرت النتائج أيضًا مؤشرات على تسارع الشيخوخة الجينية، ما قد يزيد خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر.

 بالإضافة إلى ذلك، أظهرت 21 منطقة أخرى من الجينوم علامات على التغيرات الناجمة بشكل مباشر عن العنف في الحرب الأهلية السورية.

وكانت التغييرات التي لاحظها الباحثون متسقة بين ضحايا العنف وذريتهم؛ ما يشير إلى أن ضغوط الصراع هي التي أدت إلى تغيير الرسائل الكيميائية المرتبطة بهذه الجينات.

ولكن ما لم يتضح من الدراسة هو كيف تؤثر هذه التعديلات على صحة كل فرد، ولكن الباحثين يقولون إنهم خرجوا بانطباع دائم عن مثابرة هذه الأسر.

وقالت كوني موليجان، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة فلوريدا "في خضم كل هذا العنف، لا يزال بوسعنا أن نحتفل بقدرتهم الاستثنائية على الصمود"، "إنهم يعيشون حياة مثمرة ومنتجة، وينجبون الأطفال، ويحافظون على التقاليد".

وأضافت "لقد صمدوا. ومن المحتمل جدًّا أن تكون هذه القدرة على الصمود والمثابرة سمة إنسانية فريدة من نوعها".

أخبار ذات علاقة

جنود من رواندا يقودون جنودا من الكونغو

تحذير أممي من تفاقم "العنف الجنسي" في شرق الكونغو

 وبطبيعة الحال، هناك العديد من العواقب المدمرة الأخرى للعنف على الضحايا وأطفالهم ــ بما في ذلك الأضرار الكبيرة التي تلحق بالصحة العقلية والجسدية والتي تناولتها الدراسات السابقة، والتي لا يمكن نسيانها بسرعة.

وبحسب الباحثين، فمن المرجح أن تنطبق هذه النتائج على العديد من أشكال العنف، بما في ذلك العنف المنزلي، والعنف الجنسي، والعنف المسلح، فهذه الأفعال لها آثار دائمة تتجاوز بكثير الأشخاص المتورطين فيها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC