حالة من الحزن الشديد عمت الأوساط الفنية المغربية إثر الإعلان عن وفاة الفنان عبد القادر مطاع عن 85 عاماً بعد مسيرة حافلة كان خلالها بمثابة أحد "الآباء المؤسسين" لفنون الدراما في البلاد عبر بصمة لا تُنسى في المسلسلات التلفزيونية والمسرح والتلفزيون.
تميز أداؤه التمثيلي ببراعة الإمساك بروح الشخصية، والتنوع الشديد في الأدوار، والتعامل مع الفن عموماً باعتباره رسالة هادفة تجاه المجتمع على صعيد الاستنارة ويقظة الوعي، وليس مجرد وسيلة لجمع المال أو تحقيق شهرة زائفة.
نجحت أعماله في أن تعكس عمق الثقافة المغربية وأصالتها، فضلاً عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية عبر مختلف الأجيال على مدار نصف قرن، حتى يمكن اعتبارها نوعاً من "التأريخ الفني" للمجتمع.
وُلد عبد القادر مطاع في مدينة الدار البيضاء، العام 1940، لأسرة متوسطة حيث عمل في مهن بسيطة متنوعة، لكنه منذ نعومة أظافره أظهر ولعاً لافتاً بفن التشخيص والتقليد، ما فتح الطريق أمامه إلى المسرح سريعاً.
جاءت أولى مشاركاته من خلال مسرحية "الصحافة المزورة"، ثم توالت أعماله، ومن أبرزها: "وشمة"، "سيدي عبد الرحمن المجدوب"، "خمسة وخميس"، "أحداث بلا دلالة"، "الباندية"، وغيرها من الأعمال التي رسخت مكانته كأحد أعمدة الفن المغربي.