كشفت دراسة حديثة أن جنود الإمبراطورية الرومانية الذين دافعوا عن سور هادريان شمال إنجلترا منذ حوالي 2000 عام، عانوا مشاكل صحية خطيرة، أبرزها الإسهال الناتج عن الإصابة بطفيليات معوية.
أجرى باحثون من جامعتي أكسفورد وكامبريدج تحليلًا لعينة من مصارف الصرف الصحي في حصن فندولاندا قرب السور، واكتشفوا آثارًا لثلاثة أنواع من الطفيليات المعوية، بما في ذلك الدودة الخيطية والدودة المستديرة وGiardia duodenalis، وهي كائن دقيق يسبب مرض الجيارديا الذي يؤدي إلى الإسهال وفقدان الوزن والتعب الشديد.
وقالت الباحثة ماريسا ليدجر: "هذه الإصابات المزمنة أضعفت الجنود وجعلتهم أقل قدرة على أداء واجباتهم العسكرية". وأضافت أن الرومان كانوا على علم بالطفيليات المعوية، لكن الأطباء لم يكن لديهم وسائل فعّالة لعلاج العدوى، ما أدى إلى استمرار الأعراض وتفاقمها.
وأظهرت التحليلات أن حوالي 28% من العينات تحتوي على بيض الديدان الخيطية والمستديرة، بينما أظهرت بعض العينات آثارًا لكلتا الدودتين. وقد أجرى الباحثون تحليلات جزيئية لتأكيد النتائج. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الطفيليات انتشرت بسبب ضعف النظافة، وتلوث الطعام والماء واليدين بالبراز البشري.
يذكر أن فندولاندا، الذي أنشئ قبل بناء سور هادريان، أصبح قاعدة عسكرية مركزية وحصنًا لتأمين الطريق الروماني من نهر تاين إلى خليج سولواي. وقد اكتُشفت هناك لوحات خشبية تعد أهم أمثلة للرسائل العسكرية والشخصية في الإمبراطورية الرومانية، بالإضافة إلى أحذية وجلود ومجوهرات وأدوات عسكرية.
وعلى الرغم من أن الرومان اخترعوا أنظمة صرف صحي متقدمة بالنسبة لزمنهم، بما في ذلك المراحيض العامة والمياه الجارية، لكنهم لم يستخدموا وسائل لتعقيم اليدين، واعتمدوا الإسفنج على عصا "ترسوريوم" لتنظيف أنفسهم، ما أسهم في انتشار العدوى بين الجنود.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الطفيليات كانت شائعة في المستوطنات العسكرية الرومانية الأخرى، مثل كارنتوم في النمسا وفالكينبورغ في هولندا وبيرسدن في اسكتلندا، ما يعكس المخاطر الصحية المرتبطة بالنظافة في الجيش الروماني.